بعيداً عن الأفكار التقليدية - أساطير الطاقة النووية

كيف يخدعنا لوبي الطاقة: ذر الرماد في العيون يود المرء أن يعتقد أن الدول العربية قد استفادت من مرحلة ارتفاع الهائل في أسعار النفط في العام 2008، وما تبع ذلك من أزمة اقتصادية ومالية هزت الاقتصاد العالمي في إدراك حقيقة الحاجة إلى مراجعة وسائل إنتاج واستهلاك الطاقة والموارد في المنطقة، والتحول نحو خيارات أكثر استدامة.

على الأقل هذا التحول في القناعات حصل في كثير من البلدان في أوروبا الغربية وآسيا وأميركا اللاتينية وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث تمكنت هذه الدول من تطوير برامج تحفيز اقتصادي كانت فيها بنود الطاقة المستدامة، والتحول نحو الاقتصاد الأخضر، على رأس قائمة خيارات جديدة في سياسات النمو الاقتصادي. ولكن في المنطقة العربية تدار الأمور عادة بطريقة مختلفة عن بقية العالم، وتتم صياغة القرارات والتوجهات بطرق فريدة، فعوضًا عن التوجه الحثيث نحو تعزيز البيئة التمكينية للطاقة المتجددة، وبخاصة الطاقة الشمسية التي تزخر بها المنطقة العربية، وجدنا توجهات جادة من قبل الكثير من الدول نحو نقل وتوطين تكنولوجيا الطاقة النووية كأحد الخيارات الأساسية لمواجهة أزمة الطاقة. وعلى ما يبدو، فإن هذا الخيار نبع من مبررات سياسية وإستراتيجية أكثر من المبررات الاقتصادية والعلمية