من نحن

تم افتتاح مكتب الشرق الأوسط لمؤسسة هينرش بُل في بيروت عام 2004. يعتبر مكتبنا للعديد من الجمعيات والأفراد مساهم في حركات الناشطين، شريك في خلق منصات تشبيك، كما أن المكتب يزود شركائه بكل ما يحتاجونه من اتصالات دولية لعملهم ويلعب أيضاً دور المراقب والمحلل لمجريات الأحداث في المنطقة.

 العمل الدولي لمؤسسة هينرش بٌل موجه نحو السعي لإيجاد شركاء استراتيجيين يشاركوننا قيمنا وأهدافنا. نحن نؤمن إيماناً راسخاً بتوسيع وتسهيل المشاركة النشطة للمواطنين، وبالحق وبالمساواة في الحصول على الحقوق لجميع فئات المجتمع بغض النظر عن الانتماءات العرقية والدينية، وبحل النزاعات بشكل سلمي والحفاظ على التنمية المستدامة- في ألمانيا وفي أي مكان آخر في العالم.

ومع ذلك، نحن ندرك جيداً أن التغيير الإيجابي في اتجاه هذه القيم الأساسية  يجب أن يكون مبنياً من واقع المجتمعات التي نعمل معها، وأن الاستراتيجيات الهادفة الى التغييرات الجذرية في مدة زمنية قصيرة لا يمكن أن تتحقق لأنها غالباً ما تكون غير مستدامة  أو تفرز نتائج عكسية. 

علاوة على ذلك، نحن نعتقد أن المواطنين والجهات الاجتماعية الفاعلة هم المرجع والعنصر الأساس في إحداث تغيير داخل مجتمعاتهم. لذلك يركز نهجنا على التعامل مع منظمات المجتمع الأهلي، والناشطين الاجتماعيين والسياسيين في جميع أنحاء المنطقة. إن التعامل والحوار مع هؤلاء الشركاء هو مصدر الإلهام في تحديد الأولويات في صياغة برامجنا. كما أن جزء كبير من عملنا يتمثل بتقديم الدعم من خلال التشبيك والتيسير والتمويل لمبادرات أو مشاريع تم صياغتها من قبل شركائنا، وتعكس الحاجات الملحة داخل مجتمعاتهم.

تعتبر أي منظمة أجنبية قادمة إلى الشرق الأوسط وبجعبتها أجندة تسعى للتغيير في هذه المنطقة أنها تبحر في المياه العكرة. شهد مواطنو الدول العربية العديد من المحاولات لنقل انجازات الحضارة الغربية إلى منطقتهم، وغالباً ما كانت النتائج مثيرة للجدل. فخلص العديد منهم إلى أن مصالح وتطلعات الناس الذين مورست عليهم مثل هذه المحاولات غالباً ما تحتل المرتبة الثانية على أفضل تقدير في سلم المصالح. كما أن تعارض الأجندات الغربية التي من جهة تنادي بالديمقراطية وتدعم من جهة أخرى الأنظمة القمعية في البلدان المجاورة- والمواقف المتعالية كاعتبار مسار التطور والديمقراطية في أوروبا الغربية وأميركا الشمالية تحديدا ً كمثال عالمي  يجب أن يستنسخ - وتدخل بعض القوى الغربية بالصراعات الدائرة في المنطقة، كل ذلك يخلق جواً عاماً يحفز إلى سوء التفاهم وحتى الاستياء.

في ظل هذه الأجواء، تركز مؤسسة هينرش بُل على الالتزام العام الذي يوجه نهجنا للتعاون الدولي: العمل للمبادرات المحلية والإقليمية على أسس التساوي وبالطرق الديمقراطية، ولتطوير ومناقشة جداول الأعمال المشتركة مع المنظمات الشريكة المتناغمة مع الخطابات المحلية وديناميكياتها وأولوياتها.