تراث علم الاجتماع ووعد العلوم الاجتماعية

أود هنا أن أناقش موضوع المعرفة الاجتماعية وتراثها وتحدياتها ومنظوراتها. سأحاول أن أبرهن أن تراث علم الاجتماع هو شيء سوف أسميه "ثقافة علم الاجتماع"، وسأحاول أن أعرف ما يعنيه ذلك عندي. سوف أحاول أكثر من ذلك أن أبرهن أن عدة عقود قد مرت الأن على وجود تحديات هامة لتلك الثقافة نفسها. وتتمثل تلك التحديات أساسًا في النداءات الى فضح زيف ثقافة علم الاجتماع، ثم طرح صياغة جديدة لها.

ونظرًا الى وجود إصرار مجدد ومتواصل لثقافة علم الاجتماع مع قوة تلك التحديات، فأني سوف أحاول قي الختام أن أجادل بأقناع بأن المنظور الوحيد المقبول والنافع لدينا هو خلق ثقافة متفتحة ليس في علم الاجتماع هذه المرة ولكن في العلوم الاجتماعية. والأكثر أهمية بالنسبة الى هذه الثقافة هي أن تتواجد داخل عالم معرفة موحد الرؤية المعرفية (الإبستيمولوجيا) من جديد.

ظهر علم الاجتماع كتخصص معرفي في آخر القرن التاسع عشر مع مجموعة من التخصصات المعرفية الأخرى التي تطلق عليها مصطلح العلوم الاجتماعية. ولقد وقع تقريبًا تطور علم الاجتماع كتخصص معرفي في الفترة ما بين 1880 و 1945. حاول كل الرواد في هذا الميدان تأليف كتاب على الأقل يدعى تعريف علم الاجتماع كتخصص معرفي