شوارع بيروت: " مواجهة مع الذات ومع الأخر"

شوارع بيروت: " مواجهة مع الذات ومع الأخر"

يتكلم ستيفن سيدمان عن ان ثقافة الحمراء تحمل في مكنوناتها تسامح كبير في التعبير عن الأنماط الشخصية والمسارات لروادها لكن هذا لا ينطبق على الطائفة ( النوع الاجتماعي، الجنسي والأنتماءات العرقية)، هذه الحيثييات تنتج جواً من القلق وعدم الثقة، مما يحدهم الى العيش على حدود أو في المناطق الخلفية لمدينة بيروت. بمقارنته تضاريس الشارع وحدود الذات، يحاول إظهار كيف تصبح الشوارع الاجتماعية جيوب أمنية ومناطق القتال بدلا من أن تكون مركز للتجمع أو للأماكن العامة.

برأي سيدمان"تتشارك النساء الشوارع مع الرجال، ولكن لا تتشارك معهم سلطتهم" ويحاول أن يدرس مستوى التسامح الذي يمارس بالنسبة للنساء والغرباء والمثليين والمثلييات. وعلى الرغم من أن" ثقافة" ما بدأت تظهر في الحمرا، الا انها على تناقض كبير مع مفهوم المدينة الكوزموبوليتيه ومازالت تمارس بقوة سياسة عدم المبالاة الثقافية وعدم الثقة. ثقافة عدم المبالاة هذه نحو الأخرين في شوارع بيروت تعطينا مؤشراً حول سرعة دورة الحياة هناك، وانسياباتها الخفيفة، حتى لو كان هذا الظاهر يخفي في طياته شغف محموم بالكراهية، والخوف والترقب.