طَرابلس سَاحة الّله وميناءُ الحداثة
يروي هذا الكتاب فصول رحلة متشعبة في عوالم مدينة طَرابلس المتباينة مجتمعًا وأحياء وحياة يومية وحوادث حربية معاصرة. تعاقب على رواية فصول هذه الرحلة المتقطعة والمتشابكة الحلقات، كثيرون من أهل المدينة اللبنانية الشمالية الذين سُجّلت سيرهم وشهاداتهم في أوقات ومناسبات متباعدة بين عام 2000 وعام 2010، ونُشر بعضها مجتزاً في صحيفة "النهار" وملحقها الأسبوعي. وبعد توسُّع مادة السير والشهادات والاستقصاءات الميدانية وأفقها وتنّوع أبوابها، بدأ العمل على تنسيقها وإنشأئها كتابًا بدا أن خيوطه الجامعة تتمحور حول حضور الإسلام والعروبة والحرب وأثرها وفاعليتها في المجتمع المديني الطرابلسي في سياق حوادث متناسلة ومتداخلة مع نشوء حركات "اجتماعية - سياسية" محلية، وقيام انتفاضات ومجابهات حربية داخلية وإقليمية، عرفتها طرابلس في النصف الثاني من القرن العشرين.
قبيل نهاية الألفية الثانية من القرن العشرين أقدمت جماعة "التكفير والهجرة" الإسلامية والجهادية المسلحة على إنشاء معسكر لها في جرود الضنية شمال لبنان، استعداداً لإقامة "إمارة إسلامية" بناءً على رؤيا كونية، قيامية وخلاصية، صوّرت لأمير الجماعة أن العالم الكافر والغارق في الضلال مقبل على الفناء والقيامة في نهاية الألفية الثانية. كان الأمير من "الأفغان العرب"، وعاد الى مدينته طَرابلس من رحلته الجهادية في أفغانستان، بعد دراسته الجامعية وإقامته سنوات في الولايات المتحدة الأمريكية، وزواجه امرأة أميركية، وإنجابه أبناءً منها هناك. الكتاب متوفر في دار الساقي