من خلال فيلمهما " بلدنا الرهيب " يرافقان المخرجان محمد على الأتاسي وزياد حمصي ، أحد أهم النشطاء والمثقفين ، ياسين الحاج صالح في رحلته عبر سورية. بدءً من المناطق المحررة حول دوما ودمشق وفي طريقهم الى الرقة. المدينة الواقعة في الشمال الشرقي من البلاد، وهي أول مدينة تحررت وأصبحت في قبضة الثوار، ولكن فيما بعد استولت عليها قوات الدولة الإسلامية في العراق والشام.
أمضى الكاتب السوري ياسين الحاج صالح ستة عشر عامًا سجينًا سياسيًا وكان ناشطًا سياسيًا قبل نشوب الثورة بزمن طويل.
التقى ياسين بالمخرج السوري زياد حمصي ذات الثماني وعشرون ربيعًا في دوما، وسويًا رسما يومياتهما، مستخدمان وسائلهما الخاصة. حيث كان حمصي يلتقط بكامرته خواطر الحاج صالح، وبدوره كان الكاتب يحاول أن يجد الأجوبة لمخاوف وتوقعات المخرج حول الأحداث الجارية في سورية. تدريجيًا لم يعد الحمصي مراقب بعيد وراء كاميرته عندما بدء الحاج صالح يعكس وجهة نظره حول الثورة، ومسيرته فيها، وعن بقاء زوجته سميرة في دوما. تطورت العلاقة بينهما وأصبحا رفاق درب، وأنضم اليهما محمد علي الأتاسي ليوثق تطور الصداقة بينهما. في طريقهم الى الرقة تبين للحاج صالح أن قوات الدولة الإسلامية في العراق والشام استولوا على مسقط رأسه وخطفوا أثنين من أخوته. كانت مشاعره تمتزج بين الشعور بالغبطة برؤية بعض أفراد عائلته، والعجز بسبب وجود ذلك "الوحش" الرابض في المدينة، أي هؤلاء المتطرفين، إشارة الى مسلحي "الدولة الإسلامية في العراق والشام". بعدها بفترة وجيزة يعتقل هؤلاء حمصي على حاجز في طريقة الى دوما ويبقى قيد الإعتقال لمدة شهر، بينما يذهب قسراً الحاج صالح الى تركيا منفيًا.
بعيد وصوله الى تركيا بفترة وجيزة، يعلم بأن زوجته سميرة ومعها رزان زيتونة وناشطين أثنين في حقوق الانسان أختطفوا من دوما من "مركز توثيق الانتهاكات في سورية" حيث يعملون.