أدلجة الفكر السلفي

أحد قادة السلفية في مصر يلقي خطاباً خلال مضاهرة في ميدان التحرير في القاهرة - أيلول/سبتمبر 2011
Teaser Image Caption
أحد قادة السلفية في مصر يلقي خطاباً خلال مضاهرة في ميدان التحرير في القاهرة - أيلول/سبتمبر 2011

شكّلت الثقافات المختلفة عبر التاريخ خزانًا كبيرًا للفلسفات والمعارف، واغتنى الفكر الإنسانيّ بتجاور الثقافات وتحاورها، كما اعتنى كثير من الباحثين بدراسة الثقافات ومقارنتها؛ فالثقافة عنصر أساسيّ في تكوين الهويّة، والتعرّف عليها هو السبيل لمعرفة حاملها. وقد تداخلت الثقافة في الدين، وتدخّل الدين في الثقافة إلى حدّ التماهي والالتباس.
 

وبالرغم من وجود مجموعات متنوعة في المجتمع الواحد، إلا أن انقسامها إلى أكثرية مسيطرة شبقة، وأقلية مغلوبة قلقة، ساهم في بقاء المجتمعات البشريّة مفروزة ثقافيًّا ودينيًّا، ومفصولة زمنًا طويلاً بحواجز اللغة والجغرافيا والعِرْق والخوف، وأحيانًا الكراهية والحقد.
 

غير أن الاحتكاك المباشر الذي اطّرد بشكل متصاعد منذ بدايات القرن الماضي، نقل التعرّف على الآخَر وقراءة ثقافته من خانة الفضول المعرفيّ، عند من وجدت هاته النـزعة لديه، إلى مرتبة اللزوم الحتمي، فقد أصبح الآخر قريبًا جدًّا، وأخذت الحواجز تتداعى، فصار الآخر سائحًا تلتقيه، أو مهاجرًا يعيش بقربك، أو تاجرًا تشتري منه أو يشتري منك، أو زميلاً على مقعد الدراسة، أو في ميدان العمل، أو جارًا تتقاسم معه المرتفقات؛ ولا بدّ لك أن تعرف من تتعامل معه، وما هي الحدود التي لا تسمح ثقافته لك بتجاوزها.
 

فقد يرى الإنسان أمورًا بسيطةً، بحسب منظوره الثقافيّ، بينما يراها آخر حسّاسة وحرجة، بحيث يتولّد جرّاء التعاطي معها بعفوية عداوات، نحن كمجتمع إنسانيّ بغنًى عنها.
 

وإذا سلّمنا أنّ الأديان والفلسفات دعت كلّها إلى القيم الإنسانيّة ذاتها؛ فإنّ الاختلافات والخلافات التي طرأت بين أتباعها عائدة إلى سوء فهمهم لما يحملون من أفكار، وانحرافهم بها عن لبّها وغايتها.
 

ويُمكننا الاستدلال على ذلك بأنّ الخلافات التي قسمت العالم بين شرق وغرب من جهة، ومسلم ومسيحي ويهودي بعنوان الأديان التوحيدية وبين سائر الأديان المعتبرة غير توحيدية، لم تقف عند حدّ. إذ بين هذه المجموعات فِرَقٌ كثيرة تختلف مع شركائها وتُعَادِيهم، كما عادت الآخر من قبل، وربّما تتطرّف في معاداتها لشركائها أكثر.

لقراءة الدراسة كاملة، أنقر هنا