حليمة، 45 عاماً

أنا حليمة، عمري ٤٥ سنة. اتيت إلى لبنان من ١١ شهر. آتيّت من الرّقة، محافظة الرّقة. اتينا عن طريق الحدود النظاميّة عن طريق المصنع. أتيت مع زوجي، طفليّ، وبناتي الاثنتين. واثنيتن أخرتين. نحن من قرى الرّقة. وهذا الوشم على وجهي، كانت جارتنا وأنا صغيرة هي من رسمته لي. آلمني كثيرا حينها. لا أعلم معناه، هو تقليد،  رسم تزيّنيّ لا أكثر. بناتي لا يملكون وشم مثلي. زوجي يقول لماذا عليهم ذلك؟ فنحن في القرن الواحد والعشرين!

املك هذه المسبحة/ السبحة من ستة سنوات. البسها على عنقي. كنت البسها عندما رحلنا. لو لم اكن البسها لنسيتها. اخلعها فقط عند الاستحمام. رحلنا بالملابس التي علينا… وكل شيء آخر. ماذا عسانا نجلب؟ استخدم مسبحتي/ سبحتي في الصلاة.

لن ادعي عكس ذلك. عندما سنحت لنا الفرصة المغادرة، غادرنا. على الرغم من أننا حينها لم نتعرض للقصف بشكل مباشر. فكان حولنا، حقيقة الأمر كانت مختلفة. لا نفكر أنّ نعود في الوقت الراهن، فالوضع سيء! لكن بلدنا عزيز على قلوبنا بصرف النظر.

ليس لدي شيء في هذه الحياة سوى زوجي وهؤلاء الصغار. لا نملك شيء، لا أرض، لا حقل، لا حصاد، لا شيء. كيف نعيش؟ لا نملك شيء، ولا أحد يستطيع العمل. هذا العجوز هنا، زوجي، لا يستطيع العمل. اصيب بقرحة في معدته ولا يستطيع فعل الكثير. يجلس هنا طوال الوقت. نحصل على مساعدات وقسائم طعام من الأمم المتحدة. ابني الكبير لازال صغيرا على العمل. لدينا اقرباء أيضا هنا. نشعر بالراحة بعض الشيء في لبنان لكننا نشتاق لبيوتنا ودورنا..

اتينا بالباص وكان ليل لا اذكر تماما المدن التي مررنا بها. لكن زوجي يقول أننا ذهبنا من الرّقة إلى تدمر، ومن تدمر إلى دمشق، ومن دمشق دخلنا لبنان عن طريق المصنع...

---

عودة الى المعرض