أحمد، 25 عاماً

اسمي أحمد من تلكلخ، حمص. عمري ٢٥ سنة، كنت ادرس في جامعة حلب، لكن حينها كنت اعيش في تلكلخ. كثير من اصدقائي توقفوا عن المجيء إلى الجامعة بسبب خطورة الطريق. انتقلت إلى حلب وعندما اشتدت الحرب هناك، عدت إلى تلكلخ، لكن الوضع كان اشد خطورة. اذكر أننا اضطررنا أن نغير الطريق التي سلكناها في الباص ونحن في طريقنا من حلب إلى حمص اكثر من مرة لنتفادى الاشتباكات التي تدور، كان الطريق صعب جدا. عندما وصلت إلى تلكلخ كان القصف متواصلا في النهار، والقناصون ليلا في كل مكان، حتى الحركة داخل أو خارج "البلد" كانت مستحيلة. بعد عشرة أيام فتحوا الطريق فغادرت على الفور. أمي وأبي بقوا هناك. أنا اتيت في آب، ٢٠١٢ عن طريق المعبر النظامي الشمالي، الدبوسية. أول وآخر حاجز عند العبور كانا الاصعب. فأخي كان مطلوب واسمه كان عندهم في ورقة المطلوبين لديهم وبالخط العريض، فبدؤوا يسألوني عنه فخفت أن يأخذوني عوضا عنه، كذبت. قلت لا اعلم أين هو. حمدلله كان أحد اقربائي معي وهو سائق شاحنة فكان يعلم كل العناصر على الحاجز وهو من ساعدني في الخلاص منهم ومن ثم العبور. "وصلت وما كنت بعرف شي وكان معي كيس واحد كل شي قدرت جيب من غراضي كم كنزة وكم بنطلون .. اول ما وصلت قعدت يومين عند ابن عمي.. وبعدين قعدت بشاليه ع البحر لحالي ما في عالم ولا كهربا ولا مي متل مهجور.. كان لحدا منعرفو وقعدني هنيك من دون مقابل.. كان مافي كهربا واضطر نام لتطلع الشمس وخطر انو هنيك ما حدا بيسمع بحدا وبضطر فوت واقفل ع حالي الباب ليطلع الضو .. وبعدين اجيت واستأجرت هون بطرابلس مع شباب…" جلبت أيضا من الأشياء اول بطاقة هاتف محمول استخدمتها في حياتي وابقيتها معي، حتى بعد أن احترق الخط، لازلت احفظ الرقم! " كان عنا بالبيت غرفة مكتبة للوالد اللي كتير مهووس بهل القصص.. وطول الوقت وانا بالبيت ما كنت فوت غير عالكمبيوتر.. فبعد ما طلعت اندمت انو كان عندي ثروة بالبيت وما كنت افتحها.. يا ريت لو جايب معي شي كم كتاب .. هون صرت اهتم اكتر…" كنت على وشك التخرج من الجامعة، لكن اضطراري إلى الرحيل من حلب حالني دون أن اتخرج. اعمل هنا في أي عمل استطيع تحصيله. الآن اعمل مع منظمة لتقديم الدعم الاجتماعي للأطفال، اشارك بعدد من الأنشطة كالمسرح والتصوير... المشكلة بعملي معهم عدم استمرارية المشروع. حتى أننا نضطر احيانا إلى العمل بشكل تطوعي…

---

عودة الى المعرض