كنانا، 30 عاماً

اسمي كنانة، عمري ثلاثين سنة، فلسطينية سورية. نزحت إلى لبنان مع زوجي وابنتنا الوحيدة في ٢٠١٢. رحلنا من درعا بعد أن قصفنا وهدّ منزلنا، إلى دمشق. بعدها قصفنا في دمشق أيضا، فلم نطق المكوث بعدها. شعرنا أن الخطر في كل مكان. قررنا الرحيل إلى لبنان. في البدء حاولنا الدخول لكن لم نستطع بسبب نقص أوراقنا، عدنا بعدها وحاولنا مجددا لنجمع كل الأوراق، وعندها استطعنا العبور بشكل نظامي إلى لبنان. توجهنا إلى مخيم شاتيلا، فكان الجميع حولنا يقصده. "وقت طلعنا كان همي انو طلع بنتي من هنيك وأهرب فيها على مكان آمن .. وطول الوقت كنت عم أبكي لأن حسيت انو ممكن عم فارق سورية وما اقدر اشوفها مرة تانية.. ووقت فتت ع المخيم لهون اتفاجئت فكرت اني رح اشوف مخيم متل المخيمات اللي عنا بسوريا.. بس لما فتت وشفت البيئة والناس هون وكيف عاملونا بعنصرية.. ولحد هلأ مو مرتاحة.. الناس أهل المخيم ونحنا من نفس الجنسية فلسطينية.. بس كانوا دائما يسمعونا حكي متل انو انتو جيتو على بيوتنا لتخربولنا بيتنا وهي أقل كلمة بقولوها.. وما لقيت أي حنية أبدا.. ما حدا لمنا او احتوانا.. غلوا اجارات لبيوت علينا كتير.. البيت اللي كان اجاره 100 الف انا عم اخده هلأ ب300$ .. يعني الفلسطيني ما جرب يوقف مع الفلسطيني بغض النظر اذا جاي من سورية والا من لبنان .. فتنا وما راعو انو نحنا جايين من حرب والشهر الأول استعجلوا ع الأجار والتاني غلو والتالت غلو أكتر…" زوجي لم يجد عمل له هنا، فعاد إلى سورية. ثمّ غادر من سوريّة تهريب إلى تركيا، من هناك إلى السويد حيث طلب لجوء انساني ونحن ننتظر لحين يستطيع يلمّ شملنا، أنا وابنتي. أنا اعمل هنا في التدريس، ادرس أطفال نزحوا مثلي ومثل ابنتي، في منظمة نجدة ناو لاعيل طفلتي ووالدة زوجي التي تقطن معنا أيضا. عندما اتينا جلبت معي طوق وسوار كانت إحدى اخواتي الخمسة قد جلبتها لي كهدية وتعز علي أختي تلك كثيرا. عائلتي بقيت في سورية ولم ارهم منذ أن رحلنا. أمي اتت مرتين سابقا وقامت بزيارتي. اختي كذلك زارتني مرة. لكن باقي العائلة لم ارهم ابدا. فنحن الفلسطينيون ممنوعون من دخول لبنان.

"أنا بحس انو هون مافي أمان وهنيك في ضرب.. ما بقدر اوصف الشعور كتير صعب يعني حتى أهلي مو حولي وما بعرف حدا هون.. ماني مرتاحة بس بقول انو في أمل بكرى نسافر لعند زوجي وممكن انو يصير معنا وراق ونقدر نسافر فيها وين ما بدنا.."

"بتمنى بس روح ع السويد وأحمل بسبور أقدر أرجع فيه على سورية لأن الفلسطيني مجرد وممنوع يروح على اي مكان..."

---

عودة الى المعرض