الحاج زاهر محمد، 51 عاماً

أتينا إلى لبنان من قرابة السنتين ولم نعود من حينها البتة. ثيابنا، قرآن، وحقيبة فيها أوراقنا الثبوتية هي كل ما جلبناه من سورية. أنا حج ظاهر محمد، عمري ٥١ سنة، من ريف الرقة. أب لثمانية بنات، ثلاثة منهن متزوجات، وخمسة عازبات. واحدة من المتزوجات لاتزال في سورية مع زوجها، الباقي كلهم اتوا معي. رحلنا من سورية بسبب قلة كل شيء، "كل ما عاد نلاقي أكل،  خبز ما في، غاز ما في، مازوت ما في، أي شيء انفقد عنا. مصاري ما في عنا لنشتري لأن صار غالي كثير." الوضع مأساوي هناك، كنا نهرب من الجميع، جبهة النصرة وداعش والجيش الحر وكل تلك الفصائل موجودة هناك، الكل يلحق بك فهربنا إلى هنا. في البدء بقينا في  تمنين في خيمة احدهم لمدة اربع او خمس شهور، إلى حين أن سوينا وضعنا واشترينا خيمة وانتقلنا.

جلبنا القرآن لاننا بشكل يومي نقرأ به ونحفظه بحقيبة خاصة. "عندي البنات يقروا القرآن وأنا أقرأ القرآن وكلياتنا ما قادرين نستغني عنه يعني، مثل هويتك." أولادي جميعهم كانوا يتعلمون، لم يبقى مدارس ولا شيء فأجمعهم في المساء ونقرأ في القرآن، هنّ يساعدن بعضهن على التعلم. من بناتي الخمسة العازبات اربعة يعملن يوم أو يومين في الأسبوع حسب توفر العمل، الخامسة اصيبت بشلل نصفي إثر حادث سيارة في سورية فلا تستطيع، يعملون ليجلبوا الخبز لنا. امورنا هنا من حيث المبدأ أفضل، حيث لا تخاف على نفسك من أن تصيبك رصاصة طائشة أو أن يقتلك احد ما، إلا أننا نعاني من مضايقات تخص اقامتنا هنا وموضوع التجديد. " كل ٦ أشهر بدك تجدد، وبدك تدفع ٢٠٠$ وبدهن يطلبوا منك وراق ولبناني يكفلك. ما في حدا يكفلك هون. والأرض يلي ساكنين فيها بمصاري. بس فينا من هون ومن هون، يعني نمشي حالنا. هنيك ما في شيء بالمرة. لا في شغل ولا في... نهائي"...

---

عودة الى المعرض