شهد، 38 عاماً

أنا شهد عمري ٣٨ سنة، اتيت إلى لبنان في آب، ٢٠١٢. نحن من ريف حمص. الخوف هو مادفعنا للمغادرة. في البدء قصدنا ضيعة مجاورة لضيعتنا، بعدها ذهب أخي وبيت عمي إلى هنا وبعد فترة قصيرة اتصل بنا لنتبعه أنا وزوجته. "اجينا وقطعنا ع الحاجز نظامي، بس مو ع الأمانة قسيمة نظامية بس انو ع الحاجز قطعنا واجينا ع الهرمل بطريقنا لهون.. بس ما كان في تدقيق متل هلأ ع السوري وما في حصر وين راح وين جاي وفيك تمرق عادي وفيك تجيب يلي بدك ياه من بيتك…" اتينا إلى طليا قرب بعلبك وبقينا سنة تقريبا إلى أن بدأت المساءلات فانتقلنا "أخي انسجن.. هو انمسك هون على حاجز الفاعور وما معو لا هوية ولا شي هو ضيعها بسوريا وانت بدك تشرح الظروف للعالم ما حدا بصدقك.. نحنا ضلينا بسوريا سنتين لا اكل ولا شرب.. وانت قاعد ما بتحس غير واجاك الصاروخ اجتك القذيفة يعني شي ما عاد ينحمل.. انسجن شهر.. دفعنا عليه 500 الف هو وصهري.. على كل واحد وطلعوا معاهن هاي الورقة الخضرا وهلأ عم يروح ويمشي عليها وهلأ بروح احيانا بجددولوا اياها 15 او 20 يوم .. وكل 20 نهار هيك بجددولوا وبيرجع بحط اجار طريق.." أما أخي الكبير فقد كان يستقر في لبنان منذ سبع او ثماني سنوات، يعمل في الضاحية؛ في يوم كان يعود إلى منزله فاعترضه مجموعة شباب وسرقوه، أخذوا ما كان معه من مال وهويته. الآن اخبروه في الأمن العام أن هذه آخر ستة شهور تجديد يحصل عليها، بعدها يتوجب عليه المغادرة. ولكن أين يذهب؟ أيعود الآن إلى سورية! سيذبحوه!! هو لم يشهد الثورة ولا شيء من الأحداث ولم يأتي خلالها حتى.

اعتقدت أن رحيلي لن يطول، جلبت معي غطاء، وسادة و(قداحة) فقط "كل يوم الصبح بفيق كأنو منام عايشتو انا بحلم ارجع لسوريا واقعد بفي الشجرة  بس انو هون انا بمرض والي 15 يوم مريضة ما معي روح على دكتور .. حب وجع راس ما فيك تجيب.."

---

عودة الى المعرض