اسمي إسلام وأنا أخت حسين. عمري ٢٤ سنة. اتينا إلى لبنان في ٢٠١١. في قصد زيارة بيت عمتي لبضعة أيام. لم نعلم أنّ هذه الأيام ستصبح سنين. نحن اصلا من فلسطين لكنّا نعيش في سوريّة. كنت اعيش وعائلتي في مخيم درعا. عندما اتينا إلى هنا، اتصلوا بنا من درعا، اخبرونا أن الأوضاع في تدهور غير متوقف، ونصحوا والدي بأن لا نعود. وهذا ما حدث... لم نجلب معنا الكثير، بحكم عدم اعتقادنا أننا سنبقى كل هذا الوقت. جلبت معي خمس ليرات سوريّة من الورق، احتفظ بها منذ كنت بالصف التاسع في المدرسة، طلبت من صديقاتي أن يكتبوا عليها ذكرة لتبقى معي، واحتفظت بها منذ ذلك الوقت، ابقيها معي دائما في محفظتي.. لازلت على تواصل مع اثنتين منهما حتى اليوم. لايزالوا في درعا. نتكلم متى استطعنا إلّا أن شبكات الاتصال غالبا ما تمنعنا.
ذهبنا إلى دمشق لبيت جدي ومن هناك اتينا إلى لبنان، عرمون. بقينا عند بيت عمتي قرابة الشهرين. وبعدها ذهبنا إلى مخيم شاتيلا، واستأجر والدي بيت. الوضع بشاتيلا سيء "الوضع بالمخيم كتير سيء حارات وزواريب كتير ديقة ومافي خدمات صحية منيحة والمي مالحة .. يعني كتير سيء .. بيئة وحياة نحنا مو متعودين عليها من قبل…" بعد مضي خمسة أشهر انتقلنا إلى مخيم برج البراجنة، لكني خلال بقائنا في مخيم شاتيلا تعرفت على جمعية نجدة ناو وبدأت بالعمل معهم، فأدرّس الأطفال هنا. قبل أن نأتي كنت في السنة الأولى في كلية التجارة والاقتصاد، لكن عندما اتينا اضطررت للتوقف. ولم اكمل بعد ذلك. لكن عملي بتدريس الأطفال يواسيني قليلا. اتمنى أن اعود إلى سورية لاكمل دراستي…
"بتمنى انو يحسو فينا اكتر وخاصة انو نحنا بلبنان هلأ يزبطولنا وضعنا.. وبالنهاية يمكن نحنا ضيوف تقال كتير وبلد زغيرة وامكانياتها قليلة بس نحنا مو ذنبنا ونحنا اجينا لهون خايفين من الحرب والموت والدم والقتل.. ومو طالبين كتير بس يسوولنا وضعنا ويخلوا الفلسطيني والسوري يفوت على لبنان يشوف اهلو واقاربه ونحنا نفوت على سوريا نشوف قرايبينا…"
---