أنا محمد، عمري ٣٨ عام، اتيت إلى لبنان مع عائلتي في ١/٢/ ٢٠١١. "انا من حمص، المحافظة، بلشت الأحداث بحمص والوضع ما عاد يتحمل تبقى بالبيت فطلعنا على ريف حمص، وقعدنا هنيك 5 شهور كمان بلش الضرب والقصف، قمت أخدت العيلة وطلعت على ريف الشام وقعدت هنيك وبعد 7 شهور كمان بلش القصف والضرب وما بعرف شو .. كمان طلعت ورجعت على مهين (قرية)، ومن مهين طلعت انا والوالد والوالدة طلعنا من المصنع لأن الوالد ما بيقدر يطلع من يبرود بس باقي العيلة طلعوا من يبرود. انا كان بودي فوت العيلة نظامي شرعي أفضل .. بس بالوقت اللي طلعنا فيه كان بدنا أخراجات قيد للأطفال وما كان بيسمح حدا وما بدخلوهن. هاد السبب اللي خلانا نضطر نجي عن طريق عرسال." عندما رحلنا أول مرة لم نعتقد أن المدة ستكون طويلة، بالكاد جلبنا بعض الأشياء الصغيرة. حقيبة كنا نضع فيها جميع أوراقنا الثبوتية وبعض الصور. طفلتي الصغيرة اخذت لعبة على شكل طائر التويتي، كانت تحملها على كتفها، لم تتخلى عنها ابدا، حتى عندما حاول طفل يعزّ عليها كثيرا أن يأخذ الحقيبة لم تعطيه اياها، فتضع ليلا ما تملكه من الحلوى بداخلها وتنام بقربها. بعد رحيلنا عن حيّ كرم الزيتون وهو حيّنا، حدثت مجزرة، واحرقت المنازل، هناك فقط علمنا أن العودة اصبحت مشروع ابعد. "انا عندي نوع من الخوف على ... من وقت ما حس الجو مكهرب بحمل عيالي وبفل، لأن بس وقع الفاس بالراس ما بتعود بتطلع." في القرية التي بقينا فيها قرابة السنة في عرسال، اقمنا عند اصدقاء لنا كانوا يملكون بناء غير مكسو فاعطونا غرفة لي ولعائلتي، على الرغم من ضيق المساحة، إلا أننا كنا نشعر بالراحة، إلا أن بدء القصف في عرسال، خفت مجددا ممّا سيحصل، اتصلت بأختي التي تسكن في كوشة واتينا اليها، ثّم اخذنا هذا المنزل في السكن الجماعي في كوشة، حيث نستقر الآن...
---