أنا مازن، عمري ٢٥ سنة، من ريف القصير، من قرية تدعى البرهانية، اتيت إلى لبنان في نيسان ٢٠١٣. زوجتي كانت حامل ولدينا طفل آخر بعمر صغير. كان القصف شديد فخفت عليهم فسألتها أن ترحل من دوني وأن تأتي إلى لبنان. أنا املك محل لبيع الدجاج ولم انوي تركه. أخيرا وافقت أن ترحل دوني، بعد فترة من ذهابهما اشتد القصف علينا كثيرا؛ في يوم كنت أنا في محلي الذي يبعد تقريبا كيلومتر ونصف عن منزلي، سمعت أن القصف هذه المرّة يصيب حيّنا، لم استطع الذهاب لأرى ما حدث، كان علي الرحيل مباشرة. "طلعنا من الضيعة على القصير وضلينا شي 5 ايام وبعدين من البساتين وبعدين على الحسينية ونمنا بالديبة وبعدين من قارة اجينا بشاحنة مليانة نسوان على عرسال وقعدت شي ساعتين بعرسال .. لما طلعنا من القصير للحسينية اخدت معنا 3 ساعات و 11 يوم نايمين بالبستان لقدرنا نطلع المسا من البستان على الحسينية شي 3 ايام وبعدين غسلنا وتحممنا بالجامع بقارة .. وبعدين وزع علينا الصليب الأحمر سندويش وحليب اطفال.. بعرسال، اجيت على بعلبك وشفت ابني عمره 4 شهور وما كنت شايفو، خلق بلبنان وعندي الصبي التاني كمان" تمنيت لو جلبت أوراقي، ثيابنا، صورنا، وخاتم ذهب كان لعائلتي واحتفظت أنا به لكني لم اجلب شيء..
اهلي في الأردن لم ارهم منذ ثلاث سنوات، اضطرت أمي أن تأخذ أخي لانه لا يحمل اوراق ثبوتية وفرّت به إلى الأردن. أنا لا استطيع الذهاب لأني أنا أيضا لا املك اوراق ثبوتية، حتى أنني لا استطيع العودة إلى سورية الآن، حتى لو حصلت على هوية هناك فالحاجز يعتقل الأشخاص بناء على المنطقة التي يأتون منها؛ خالي كان ذاهبا مرة إلى حماة، اوقفه حاجز للجيش ومن حينها، اختفى. لا نعلم شيء عنه… يخبرني أخي أن الوضع في الأردن جيد إلى حد ما، فهو يستطيع أن يعمل، أمّا أنا هنا فبالكاد اعمل أي شيء وبأجر زهيد جدا لاجلب لقمة عيش لعائلتي ولادفع اجار الأرض التي نصبنا عليها خيمتنا آخر الشهر. احرم أطفالي واقترض المال واعمل أي شيء لادفع "هون اي شي بصرلنا منشتغل .. صب باطون وتطليع رمل والزراعة مرة ب 6000 يومية.. انمسكت على الحاجز وانسجنت شهر ودفعت 500 الف وهلأ ما عم اطلع من هون…"
---