سكان المناطق الحدودية
هذا العمل الميداني الذي أنجز في مناطق عدة في لبنان يهدف لدراسة ماذا تعني الحياة في المناطق الحدودية. عبر تجربة حياتهم الشخصية، سلطوا الضوء على كيف توفر "حدودهم"، التي يعرفونها ويختبرونها كل يوم، الفرص و/أو تخلق القيود. كل منهم أرانا كيف أن الحدود ليست مجرد ظاهرة عادية مثل "خط السيادة"، بل كيان يؤثر على أولئك الذين يعيشون في المحيط. فكلهم، لبنانيون وأجانب، يشكلون ويستعملون ويحولون هذا الكيان.
تحقيقنا يظهر أنه ليس كافياً تصنيف الحدود في مجموعتين، واحدة مع سوريا والأخرى مع فلسطين (اسرائيل). فلبنان يمتلك الكثير من الحدود بسبب العلاقات العديدة والمتنوعة التي نشأت في كل جزء من الحدود الدولية الذي يمتلك تاريخه المحلي الخاص وديناميته. فالسكان اللبنانيون الذين التقينا بهم يسلطون الضوء على كيف يعيش الناس، نوع الموارد التي لديهم والأحلام التي تتشاركها المناطق الحدودية. هناك مجموعة كبيرة من التصورات والمسارات المختلفة، الآثار والإجراءات، الأرباح والخسائر التي يمكن أن تخلقها الحدود، بناءً على هويتك وموقعك على طول الحدود.
بين العلاقات الحدودية، هناك علاقة محددة تنبع من وجود اللاجئين من الولايات المجاورة. من جهة، السوريون الذين هربوا أثناء الحرب ويتوقعون العودة لمنازلهم قريباً، ومن جهة أخرى، الفلسطينيون المستبعد رجوعهم إلى فلسطين. عبر السنوات والعقود، كلا المجموعتين تتغيران تدريجياً عما كانتا عليه قبل نفيهما. فإذا نظرنا بعيدا عن وضع اللاجئين أو المشردين، بدأت هويات البعض منهم تصبح مختلطة أوغير واضحة، وبالتالي يصبحون أمثلة حية على تأثير الحدود على هوية الناس.
هناك أجانب آخرون يسكنون المناطق الحدودية، أعدادهم أقل ووضعهم أقل اعتيادية. أتوا هناك بمحض إرادتهم. للمؤسسات غير الحكومية والمنظمات العالمية، هم جزء من المشهد البشري للأراضي الحدودية.لم يختر معظمهم المناطق الحدودية خصوصاً كمكان عيش لهم، لكنهم اكتشفوا تأثير المناطق الحدودية عبر مخالطة سكان آخرين وفهمموا تعقيداتها ومعناها.
تصور اللوحات التي توشكون على رؤيتها نوعاً محدداً من العلاقات مع الحدود، وفي ظروف معينة مع تصورات مختلفة لتجربتها. تظهر الحدود ببطء كخط منقط، مجزأ، مقطوع، معزول أحياناً ولكن أيديولوجي أيضاً. الحدود هي موقع يكشف اهتمامات وتوترات وتظهر ما على المحك. هي قصة هوية وانتماء، وربما هي السبب الذي يجعل هذا المكان يكلمنا جميعاً.