جئت إلى الحياة كامرأة: قبل الربيع السوري
لا أنكر أنني أنسى أحياناً كوني امرأة، في غمرة انشغالاتي في الكتابة والحياة والهاجس اليومي لبلدي الرازح بين ضفاف القتل.
حين بدأت الكتابة، تجاهلت طويلاً أنني امرأة، ثمة تربية ذكورية تلقيتها، جعلتني أتنكّر لجنسي، وأشعر بدونية كوني أنثى ومن ناحية أخرى، لم تكن النماذج النسائية التي تتصدر المشهد الأدبي والإعلامي تروق لي ليقترب حلمي ليصبح مثلها.
كانت أحلامي رجالية، أتماهى مع الرجال، وأنتمي لهم، سارتر ونيتشه وهيغل ، ثم كافكا وبروتون ومؤخراً، قبل صحوتي النسائية، ديستويفسكي وكونديرا وأسماء كثيرة، كلها لرجال.
لاقيت في حياتي الشخصية نساء عظيمات، لكنهن لم يكن نجمات شهيرات، لا في الكتابة ولا في السينما، لهذا لم أشعر آنذاك بعظمتهن، لأن تقييمي لقيمة الاخر كان مرتبطاً بالورق.
ازدحمت مكتبتي في الصبا بمؤلفات كامو وسارتر وكولن ولسون، فتربيت ذكورياً، وتماهيت مع هؤلاء. بشكل لاشعوري ربما، كنت أحتقر جنسي: المرأة.
كانت كتابات نوال السعداوي جديدة عليّ، شعرت بالنفور من ذلك الخطاب الأحادي، ولم أشعر بالانتماء له، لم أقرأ لغادة السمان، ولا لغيرها من الكاتبات العربيات، حتى الكتّاب العرب، كنت أحس بالغربة أمام كتاباتهم، نرجسية ومراهقة فكرية تبحث عن هويتها وتفردها ربما.
فجأة، وأنا أكبر، وأصطدم بالتابوهات الاجتماعية، اكتشفت أن الآخر ينظر إلي لا كما أرى نفسي، فأنا لست "امرأة" في معاملتي لنفسي وتقديمي لحالي أمام الآخر، لكن الآخر بشحطة قلم، كما نقول للتعبير عن يسر الحالة، يحصرني في خانة"المرأة" فيمارس عليّ احتقاره وإذلاله.
في سيارة السيرفيس في حلب، حاول شاب التحرش بي، ولما نهرته بوصفي كائن مماثل له ولا أقلّ عن الرجال،قال لي بلهجة تهديدية أخافتني : اخرسي أو بضربك أمام الكل.
سكتّ وأنا الضحية، خفت. حينها انتبهت أنني امرأة، وأن جسدي هو هويتي، لا عقلي، في مجتمع الشرق.
تراكمت الحواجز أمامي يوما تلو الآخر لأنني امرأة، حُرمت من كثير من الفرص، لأنني أحمل جسد امرأة، يُعتقد بأنه يحمل أيضاً عقلاً مختلفاً عن عقول الرجال.
وأنا أعاود أدراجي، كما تقول الكليشيهات اللغوية، إلى عالم النساء، وجدتني غريبة بينهم، فللنساء في البيئة التي عشت فيها كذلك قواميس لغوية مختلفة عن عوالم الرجال الذين ربوني، آبائي الكثر، سارتر أبي الروحي، أبي البيولوجي، وخالد، أبي الذهني وغيرهم..
وجدتني غريبة في عالم النساء، الغاويات، المنتصرات على الذكور بالذكاء والحدس وميزات لا أفهمها، ورحت أضطرب وأبحث عن مكاني. حين قال لي أحد الأصدقاء: المرأة الحقيقية، تضاجع عشرات الرجال، دون أن يعرف أحدهم بهذا، أنت امرأة مكشوفة.
كان أصدقائي الرجال، يقيسون أنوثة المرأة بقدرتها على تعذيب الرجل، ولم أكن نموذجاً صالحاً للتعذيب، فأنا مُؤسسة، من خلال قراءتي وتثقيفي لنفسي، على المساواة مع الآخر، واحترامه.
اعتمدت الوضوح في حياتي، فاتُهمت بأنوثتي. أنا امرأة متربية على الشك، على ديكارت ونيتشه والتفكير العقلاني، كيف أكون امرأة تحتفظ بأنوثة تلمح لا تصرّح، تغوي، تعبث ، تقترب ، تبتعد.... الصبايا الأصغر سنا مني، يلقننّي الدروس : حرقصيه، ولا تخليه...
وكنت أفشل في دروس الأنوثة.
بمحاولتي العودة إلى الرجال، اكتشفت أيضاً نفاق الرجل - مع حفظ الاستثناءات- الذي يريد صديقة متحررة، وأخت أو زوجة لا تظهر أمام أحد.
انكفأت، لست رجلاً مزدوج السلوك، ولا امرأة غاوية، أنا كاتبة.
اختبأت داخل السرد ورحت من هناك، أعيد الاعتبار للنساء اللواتي تجاهلتهن في بداياتي، وكتبت.
حسناً، لا أنوي الحديث عن صورة المرأة في رواياتي، ولا عن رواية "بنات البراري" التي كانت بمثابة مانيفستو فني أعلنت فيه أنني أصبحت امرأة، بعد أن تنكرت لجنسي واعتبرت أن الكتابة لا علاقة لها بجنس الكاتب.
لست نسوية كثيراً، ولكنني وأنا أكتب، والكتابة هي أحد أركان هويتي، أنحاز إلى الضحية، الأضعف، وفي هذه المعادلة، بتبين لي دوماً، أن المرأة هي الأضعف غالباً، مع أن من يسحقها ليس دوماً الرجل.
يقول ماركيز أنه وُلد ليروي، وأنا أعتقد أن كل روائي يحمل هذه المقولة في داخله، أنا أيضا وُلدت لأروي، لكنني أنتبه جيداً أنني وُلدت امرأة، وأنني تركت البلاد لأنني امرأة، وأغلب القهر الذي وقع عليّ، لو كنت رجلاً، لحصل لي نصفه على الأقل. أن تكون إحدانا امرأة، يعني ازدواج الوجع ، مرة لأنها إنسان، ومرة لأنها امرأة.
نعم، في هذه السن التي وصلت إليها اليوم، لا أؤمن بجندرة الكتابة، ولكن صوتاً جميلاً يدندن لي وأنا أكتب: صوت جدتي، صوت النساء الراحلات، النساء الباقيات، المعذبات، المعتقلات، الخائفات. نساء يشكّلن كورساً عميقاً في باطني، يدندن لي وأنا أكتب، فأترنح داخل نصوصي، مستندة على كوني مثلهن: امرأة.
الثورة كامرأة: حين وصلت نسائم الربيع إلى سوريا
حين قامت الثورة، ذهبت إليها بتكويني ذاته: كامرأة تدخل الأمكنة الجديدة، وتتحسسها بقرون استشعار داخلية، تمزج بين حدسها البيولوجي، وتاريخها المعرفي المتحصِّل من القراءة والخبرات النظرية. كامرأة تعاطيت مع الثورة.
امرأة تؤمن بدورها ، لا بوصفها موظفة لدى الأحزاب والتجمعات والعقائد الكبرى، بل بدورها التلقائي في الدخول في تفاصيل الآخر: الوجع - الظلم - التمرد - الحرية..
تدخل الثورة عامها الرابع، تزداد يوماً تلو الآخر بالدم والموت والخراب.
امرأة، عفواً ثورة، حلم بها الكثيرون، كصبية عادلة، جميلة، تكنس تاريخ الظلم والتمييز والتيئيس، فتتحول إلى جثة في كل يوم، لتصحو في اليوم التالي، متمسكة بالأمل.
امرأة، عفواً ثورة، تفقد جمالها البراني، تفقد وزنها من الجوع والتجويع، تفقد بريق عينيها من التهم الموجهة لمن يدّعون أنهم أقاربها وأهلها، تضعف دقات قلبها، أمام الاعتقال والاغتصاب والموت...
امرأة، عفواً ثورة، تعرف أنها تسير في ألغام معادية لتطلعاتها، بين رجال يحاولون تحجيبها وتحجيمها وتقديمها، كل منهم، كأنها امرأته الشرعية.
من الجهاد، إلى الأسلمة، إلى عسكرة محددة الأهداف والأجندات، تتناولها الأيدي والشعارات، وتتملص من بين كل تلك الجهات المتكالبة عليها، لتخرج كما هي، من معبر لآخر، من حاجز لآخر، من سجن إيديولوجي لآخر، ترفع رأسها بشمم وتقول: أنا الثورة التي لا تشبهكم.
رجال كثير يدعون حمايتها وتمثيلها وشرعيتها، ونساء يتواطأن مع أولئك الرجال، بينما بنات الثورة الفتية يعانين في الظلمات، وتنتهك شرعيتهن، لكنها الثورة، عفواً المرأة، الأم المدركة لحماقات الأولاد الشرعيين وغير الشرعيين، أولئك الذين اقتحموا بيتها وادّعوا أنهم أبناؤها، ففتحت الباب للجميع، لأنها امرأة ، عفواً ثورة، ترفض التمييز.
نعم، هذا جزؤها العاطفي، الضعيف ربما، الذي يمنعها من إغلاق الباب، في وجه من تقدم، بحسن نية، أو بسوئها، لمساعدتها.
إنها المرأة اليوم، المرأة داخل الثورة، هي البوصلة الدقيقة التي تشير إلى جهة العدل والصواب.
كل ثائر لا يحترم المرأة، لن يستحق مجد الثورة، كل من يحاول أن يزيح المرأة، أن يقمع صوتها، هو ضدهما معاً: المرأة والثورة.
من يختطف النساء، هو ضدهما، من يُبعد النساء عن استحقاقاتهن، ويعيّرهن بفتات العطايا، هو عدو لهما، للمرأة والثورة.
حين لا تكون المرأة بخير، فالثورة ليست بخير. والمجتمع ليس بخير، والرجل ليس بخير.
المرأة هي صمام الأمان في الثورة.
الثورة ليست بخير، إن لم تكن المرأة بخير،المرأة هي معيار الخير.
الثورة ليست بخير طالما سميرة الخليل ورزان زيتونة وغيرهما الكثيرات والكثيرين محتجزات ومحتجزين لدى من يدّعون بنوّتهم للثورة. حيث تم اختطاف السيدتين بتاريخ 10\12\2013 من قِبل مجموعة من المسلحين المجهولين الذين اقتحموا "مبنى مركز توثيق الانتهاكات في سورية", في مدينة دوما-ريف دمشق, واختطفوا السيدتين الناشطتين في المركز مع زميلين معهما هما زائل حمادة ( زوج رزان زيتونة) وناظم الحمادي، ولا يزال مصيرهما مجهولاً حتى اللحظة.
للثورة كذلك، كما في تاريخ النساء، أعداء يرفعون شعارات خارجية، يختبئون خلفها لتحقيق مصالحهم، والثورة، أو المرأة، آخر همهم.
كما في تاريخ الازدواجية الذكورية، لرجال يدافعون عن حقوق النساء حين لا يمتون بصلة بيولوجية أو شرعية لتلك النساء، ويركلون تلك الحقوق في البيوت، ليكونوا أسياد القرار.
كما في قضايا النساء، يبيّض بعض الرجال سجلاتهم السوداء بسائل تنظيف سحري اسمه قضية المرأة، في الثورات أيضاً ثمة من يحاول إخفاء البقع السوداء في أفكاره وسلوكه ونواياه، بمنظّف سحري اسمه الثورة.
المكان الذي لا يؤنّث لا يعول عليه، والثورات التي لا تؤنث، ستتحول فقط إلى معارك وقتل متبادل. الثورة بخير، إذا كانت المرأة داخلها، بخير. الثورة بخير، إذا انحنينا جميعاً أمام النساء، ورفعنا صورة المرأة إلى فوق، كما فعلت باقي الشعوب، حين رفع الفرنسيون مثلاً، وحتى اليوم، صورة "ماريان" كأيقونة راسخة وثابتة، أقوى من صور الزعماء. و"ماريان" التي تجسد الجمهورية الفرنسية، وهي المرأة ذات الطاقية، التي تظهر تماثيلها ولوحاتها في المحافل الفرنسية الرسمية، وكذلك على العلم الفرنسي. وإن كان أصل تسمية ماريان غير معروف، إذ كان اسم ماري-آن شائعاً جداً في القرن الثامن عشر وكان يمثل الشعب، وهي ترمز إلى الحرية وإلى الجمهورية، في ظل الثورة الفرنسية.
وألهمت ماريان الأعمال الفنية ، كما فعل أوجين دولاكروا في لوحته: الحرية تقود الشعب.
الثورة امرأة، حرة، لا تحتاج إلى آباء ولا أوصياء ولا زعماء، تحتاج لأبناء يعملون بحب وإيمان، للتغيير ونصرة النساء خاصة، والإنسان عامة.
الربيع والنساء والثقافة
في العام الفائت، في شهر ايار 2013، شاركت في ندوة ضمن تظاهرة ثقافية أطلقتها فعاليات منظمة القلم اللبنانية بمناسبة تأسيسها، بالتعاون مع منظمة القلم الدولية( بان)، وبدعم من مؤسسة هاي فيستفال وكان محور الندوة يدور حول الثورات العربية والنساء.
ذكرت بأن الحديث عن حقوق المرأة، يبدو نوعاً من الترف في ظل الأوضاع السورية الراهنة، كأنك تحاول إنقاذ رواية في مبنى يحترق بمن فيه.أكدت أنني ضد العمل العسكري في الثورة، وضد صعود التيارات الإسلامية إلى سدة الحكم، ليقيني أنها ستأخذ القليل الذي حصلت عليه المرأة، نحن لا نستطيع أن نتحدث عن حقوق المرأة إلا في زمن السلم، وقد تجد المرأة نفسها خاسرة في السلم والحرب على حد السواء، شرحت طبقات الاستبداد في المجتمع العربي. بأن( المجتمعات العربية مستبدة في عمقها، وهذا الاستبداد الموجود في بلادنا، هو استبداد مركّب، كأننا أمام طبقات من الاستبداد، حين تزيح الاستبداد السياسي، يأتيك الاستبداد الديني، تزيحه، فيظهر تحته الاستبداد العائلي، دوائر من الاستبداد، متداخلة، يقع أغلبها على المرأة، فهي ضحية جميع طبقات الاستبداد، مثل الرجل، وبالنهاية ضحية استبداد الرجل ذاته، حتى وإن كان في مرحلة ما، ضحية هو بدوره لاستبداد سابق. كأن المرأة تعيش داخل حقل من الأسياج الشائكة، المرأة في المحصلة، هي الخاسر الأكبر، خاسر في السلام، وخاسر في الحرب. الآن ، وضمن مايحدث من ثورات ربما لم يكن خيار المرأة فيها الذهاب إلى السلاح، حيث غالباً النساء ضد السلاح، وهذا موضوع طويل وشائك يتعلق ببحث في أعماق المرأة الميالة إلى السلم وضم العائلة والبيت والألفة والتغيير العقلاني الهادئ ، ولكن ضمن هذه الخيارات ذات الطابع العنفي، لم تستسلم النساء، بل تابعن نضالهن اللاعنفي داخل دوائر من العنف المتداخل، والحديث عن عنف الأطراف، لايعني أبداً الانزلاق إلى المساواة بين الجلاد والضحية، ولكنه يعني إرغام المرأة على خوض معركة ليست معركتها، باعتبارها مواطنة وشريكة،تدخل العمل السياسي أو المدني أو الإغاثي، وتدفع أثمان مضاعفة عن الرجال، فهي دوماً، وفي نظر الأغلبية الساحقة موضوع ومادة، وليست كيان مستقل،فالمرأة في الحروب هي سبيّة الحرب، وفي السلام، هي شرف العائلة، في الحالتين هي موضوع محمّل بقيم المجموع، وليست شخصاً مستقلاً. فالمرأة هي ابنة العائلة وشرفها وعرضها، ثم هي عرض القبيلة وعرض الحارة وعرض البلد...
المرأة المنخرطة في الثورة، لا تبحث حالياً عن حقوقها، هناك طبعاً بعض الجهود الصغيرة، من تجمعات وتكتلات نسائية، تعمل على توثيق ومتابعة وضع المرأة، وتنتقد انتهاكات حقوقها، لكنها تبدو فعلا ًغير واقعية كثيراً أمام القتل الجماعي والمجازر...
المرأة خاسرة، لأنها تضع حقوقها جانباً، لأنها تشترك مع الرجل في ثورة تؤمن أنها ستحقق لها حقوقها كمواطنة، وفكرة المواطنة بحد ذاتها، ينبغي أن تضمن لها حقوقها ومساواتها...ولكن هذا الكلام نظري، لأن تجارب ثورات الجوار، جاءت بأنظمة مستبدة أيضا، ولكن استبداد من نوع آخر، فالاستبداد الديني لا يقل خطورة وقمعاً للمرأة عن الاستبداد السياسي، حيث لم تخرج النساء السوريات في الثورة، من أجل الهيئات الشرعية أو تطبيق عقوبة الجلد مثلاً،بل خرجت من أجل مفاهيم مدنية معاصرة، من أجل العدالة والمساواة...
ثم الاستبداد الاجتماعي، حيث تعاني النساء من سلطات الذكور: الأخ، الزوج، ابن الجيران، ابن العم.، فكل هؤلاء لهم حقوق على المرأة، لأنها حامل العرض والشرف...
مابعد الاستبداد غير موجود،بعد الاستبداد الحالي، هناك استبداد آخر.
وآخر معارك المرأة مع طبقات الاستبداد، هي الرجل الرديف، الموازي، حيث " الفحولة" الشرقية، التي تعيق الرجل الشرقي من الاعتراف بالمرأة كموازية حقيقية. حضور المرأة شكلي في المؤتمرات السياسية والثقافية. في عمق الرجل، المرأة أقل منه، تحتاج إلى وصايته،وهناك نساء متماهيات مع هذا التفكير الذكوري، يقمعن النساء ويؤمن بدونية غير واعية، أن الرجل هو الحامي، يتقربن من الرجال ويتمتهين معهم للحصول على الرضا، والحماية والشعور بالأمان.
ولأن المرأة حامل موضوع الشرف، ولأنه يحق لجميع الرجال التدخل في شؤونها لحماية "العرض"، فما يحدث، أنه حتى المرأة التي ثارت ضد النظام، ما أن تتخلص من سيطرته، حتى تنصدم بالسلطة الدينية والسلطة الذكورية، وهذا ماوقع مثلاً للسيدتين سميرة الخليل ورزان زيتونة، اللتين ناضلتا ضد النظام والاستبداد السياسي، ليصبحن من أوائل ضحايا الثورة الذكورية – الدينية، التي تماهت مع النظام، وخنقت حرية الصبيتين، واعتقلتهما.