سوريا،واقع مختلف - شهيناز تستدرك الثورة
يقول باولو فرير: "الحكام لا يلجأون إلى التضليل الإعلامي إلا عندما يبدأ الشعب بالظهور ولو بصورة فجة كإرادة اجتماعية في مسار العملية التاريخية أما قبل ذلك فلا وجود للتضليل بالمعنى الدقيق للكلمة بل نجد بالأحرى قمعا شاملا إذ لا ضرورة هناك لتضليل المضطهدين، عندما يكونون غارقين لآذانهم في بؤس الواقع"
شهيناز الحمصية ابنة التاسعة، تتسول المسافرين في استراحة قرب طرابلس، تقول أنهم خرجوا من البياضة في بداية الحرب. لم تحدد الصغيرة هوية وطابع تلك الحرب. حيث أن عشيرة شهيناز من بدو البياضة استدركت واقعا مختلفا عما يعرض على شاشات الإعلام الفضائي الموالي أو المعارض للنظام السوري.
مما لا شك به أنه اليوم وفي الشهر السابع عشر من عمر الحراك السوري، يمكننا أن نتفق وشهيناز ونسمي ما يدور على الأرض السورية حربا، استنادا لوجود طرفان مسلحان ومسيسان يتصارعان على النفوذ والأرض، ومعارك تدور هنا واغتيالات تحدث هناك. هذا إضافة إلى أن سوريا أصبحت ساحة مفتوحة للنزاعات الإقليمية وتصفية الحسابات وأرض الوغى لبعض الجماعات المتطرفة.
لكن الرؤية السابقة تناسب مانشيت لجريدة ما أو عنوانا لنشرة أخبار راهنة، بينما في التحليل ستكون مجتزئة من مشهد أكبر لسيرورة حراكٍ تطور وأفرز وقائع مختلفة في سياقات مختلفة لما يقارب السنة والنصف، كما تهمل الرؤية السابقة تأثير الإعلام في المجريات على الأرض ودوره في تقديم رؤى مختلفة ومتضادة لما يحصل في سوريا مشكلة جزء غير يسير من الوعي الجمعي والفردي السوري للواقع الجديد.
كما لن نذهب ﻷن نقول بأن الواقع السوري هو ثورة للإعلام لا أكثر ﻷن في ذلك إجحاف بحق أكثر من عشرين ألف شهيد سوري قضوا في سبيل قيم سامية، ولا نستطيع أيضا تجاهل أن إعلام الثورة تضخم على حساب الثورة ذاتها وفاض عنها حتى صار يدور بعيدا عنها وباسمها، واسما إياها بما يحقق مصالح الجهات السياسية المختلفة دافعا إياها نحو مزيد من التسلح والعنف.
المواطن الذي لا يعلم أفضل من الذي يعلم
مستفيدا من التجارب السابقة، أدرك النظام السوري أخطاء أصدقائه الذين لم يصمدوا في وجه الاحتجاجات الشعبية التي فرضت واقعا جديد اسمه “الربيع العربي”. فإضافة إلى استخدام العنف المفرط على الأرض وخلط الأوراق السياسية مستخدما حساسية موقع سوريا على الخارطة الدولية، عمد إلى إغلاق البلد في وجه الإعلام العربي والدولي كي يحقق لبسا في الوقائع، يفيده في أن يكسبه وقتا أطول ومواجهة إعلامية مفتوحة مع أعدائه يضيع فيها الحق من الباطل. وهذا على كل حال كان ليس غريبا عن تفكير العقلية الأمنية الإعلامية في النظام، التي تعتمد الغموض والضبابية في أبسط الأمور، تطبيقا للحكمة الأمنية القائلة: بأن المواطن الذي لا يعلم أفضل من المواطن الذي يعلم. منذ ثلاث أعوام تقريبا عندما كان عادل سفر رئيس الحكومة السابقة وزيرا للزراعة، ضرب جفاف منطقة الجزيرة السورية ولم تكترث الحكومة ﻷحوال الفلاحين السوريين فلجأ ما يقارب 300ألف منهم إلى أطرف دمشق حيث أقاموا مخيمات وتلقوا مساعدات من الأمم المتحدة. هذا كله حدث دون أن يعلم أكثر من 80بالمئة من الشعب السوري به.
حيث كان أشد الناس ولاء للأسرة الحاكمة غير معنين بمتابعة الإعلام السوري قبل آذار السنة الماضية، ليس بسبب انعدام المصداقية في هذا الإعلام فقط، بل ﻷن نشرات الأخبار كانت تعمل على تسطيح وتسخيف السياسة مختصرة إياها بتحركات السيد الرئيس وفلسطين التي يجب أن تظل جاهزة للاستحضار في أي وقت.
الإعلام الحكومي من الصدمة إلى الدعابة
في البداية أصيب أعلام النظام السوري بالذهول والارتباك، وتلبسته حالة الإنكار الدائم لكل شيء وتكذيب كل شيء، فلا مظاهرات تخرج ولا مطالب في الشارع وأن ما يحدث مؤامرة لضرب المواقف الوطنية السورية من القضية الفلسطينية ودعم المقاومة. وذهب إلى مقاربات خيالية ومحاولات لنفي الواقع وعكسه بضروب من الهوليوودية كالمجسمات والمدن الخيالية والفوتوشوب، هنا كان التجاوب يتراوح حسب وعي المتلقي وقصدية هذا الوعي وتوجيهه لاعتبارات مصلحية وأقلوية مركبة. فهناك أشخاص موالون للنظام يصدقون فعلا أن القصف على حمص هو مركب بواسطة برامج تقنية متقدمة (هؤلاء قد يعانون من أزمة أخلاقية في تبرير تصرفات النظام تنعكس على تشكيل وعي زائف، لكن الغالبية العظمة من الموالين تعي وتؤيد تحركات النظام بشكل كامل)
عمل النظام بمقولة غوبلز لكن مع تعديلها، لتصبح إكذب إكذب حتى يصير الأمر واقعا، مستمرا في حالة الإنكار على الرغم من سلمية الاحتجاجات في الأشهر الأوائل الست من عمر الحراك السوري. ظل يؤكد في إعلامه على وجود عصابات مسلحة تبادر بإطلاق النار على الجيش والمدنيين، ورغم أنه لم يستطيع خلال هذه الأشهر الستة أن يقدم دليلا واحدا (سوى ثلاث أو أربع فيديوهات مركبة ظلت تتكرر كل يوم) على وجود هذه العصابات، أصبح لديه اليوم مئات الوثائق التي تؤكد لمواليه وللجماعات المترددة أن الإعلام الوطني السوري كان على حق منذ البداية وأن المؤامرة حقيقية. إن هذه الصدقية قد تكون مزيفة ولها خلفيات عديدة مركبة، لكن المؤكد أن النظام أيقن منذ البداية بإعلامه بأن هذا الحراك ذاهب إلى التسلح لا محالة واشتغل على التغاضي عن تسلح الثوار وتأمين ذرائع حمل السلاح بالتنكيل المشين بهم.
ومنذ آذار أيضا قدم الإعلام السوري نفسه (ممثلا النظام) كطرف في صراع إقليمي ومؤامرة تحاك ضد سوريا، لكنه بدا مرتبكا في البداية، فانكفأ إلى تفكيك خيوط هذه المؤامرة ببراهين غير كافية بسبب افتقاره إلى معطيات على الأرض تخدمه. حيث الفكرة المراد إيصالها إلى الجمهور الموالي جاهزة لكن الأدوات غير موجودة فأطلقت بعض الوثائق كانت بمثابات الدعابات (خطة بندر بن سلطان وغيرها)، واكتفى لا بنقل الوقائع بل تكذيبها فاتحا الهواء لمواليه كي يشتموا دول الخليج ويعلنوا الولاء للقائد المفدى، في برامج غير محددة الصيغة الإعلامية أقل ما يمكن وصفها بالمضحكة.
فضيحة قرية البيضة
كانت قضية قرية البيضة البانياسية بمثابة الفضيحة الأولى للإعلام السوري حيث قيل أن التسجيل صُور في العراق وليس في سوريا وأن هذه القوات هي من البشمركة وليس من الأمن السوري. في اليوم التالي خرج الشاب أحمد البياسي في تسجيل جديد واقفا في المكان الذي صُورت فيه حادثة الرقص على أجساد أهل القرية حاملا هويته ليقول أنه أحد الذين تعرضو للتعذيب في التسجيل. ثم استكملت الفضيحة بنفي الإعلام السوري وجود شخص اسمه أحمد البياسي في القرية، ومن ثم ظهوره بعد شهرين على ذات المحطة لينفي أخبار تناقلها "الإعلام المغرض" عن تصفيته في المعتقل.
هكذا تأثر الموالون بإعلام النظام
لكن المحطات الفضائية السورية تبدو مختلفة اليوم وموجهة نحو أهداف أكثر تحديدا، حيث خف الارتباك وأصبح لديها خطابان طائفيان مبطنان متناقضان موجهان للداخل وخطاب كلاسيكي للخارج.
الخطاب الطائفي الأول ترهيبي، موجه للأقليات لتخويفها وكسب ولائها، يتضمن عرض صور مشوهة لجثث قُتلت في أعمال إرهابية، وتمرير بعض أسماء القتلى من الجيش (عدد قليل جدا من قتلى الجيش يعلن عنه في الإعلام السوري) في الشريط الأخباري.
الخطاب الثاني تطميني، يلا ينفك يؤكد أنها "خلصت" وأن الأمن والأمان سيستتبب في غضون أيام، ويستعرض انجازات القوات المسلحة من ملاحقة لفلول المجموعات الارهابية المسلحة وتطهير المناطق. إضافة إلى جلب كل ما هو غير سوري كي يؤكد أن النظام على حق، كي يشعر الموالون أنهم ليسوا وحدهم وأن العالم منقسم إلى أعداء وأصدقاء.
يرى موالوا النظام اليوم أن الإعلام السوري ضعيف الإمكانات، لكنه إعلام وطني يقدم الحقائق ويشكف أكاذيب الإعلام الخليجي ومؤامراته. ذلك بنشرات الأخبار التي تتضمن أغان وطنية تمجد القوات المسلحة وبرامج حوارية تستضيف محللين سياسين وإعلاميين مواليين. ثمة أيضا سكتشات تحقيقية تتخذ طابعا بوليسيا تكشف الكذب والفبركات والتضليل الإعلامي في المحطات الفضائية العربية، وكانت هذه السكتشات هزيلة وضعيفة تأتي بتسجيلات لتظاهرات تعرض على الجزيرة والعربية، ويخرج مقدم بنبرة تهكمية ليقول أنها ليست في سوريا من دون أي دليل مقنع يثبت ذلك. مع الوقت أصبحت هذه السكتشات شعبية جدا ومتابعة في الوسط الموال بسبب الكثير من الأخطاء في الإعلام الغربي والعربي الناتجة عن عدم وجود المراسلين الإعلاميين على الأرض في سوريا واعتمادها الكلي على شهود العيان والتسجيلات غير المحققة.
ما انفك إعلام النظام يفرز السوريين ويحرضهم على بعضهم، فيحدد الوطنية بالولاء للرئيس بشار الأسد والخيانة لكل ما عدا ذلك. يُخرج تحت الضغط أشخاصا ليقولوا أنهم أرهبوا وروعوا الناس وأنهم نادمون. لكنه ظل بنظر غالبية الشعب السوري من المطالبين برحيل النظام مدعاة للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي. فهو إعلام هزيل وغير مهني ومفتقد للمصداقية، لا يحترم عقول المواطنين السوريين ويستخف بدمائهم، فيذهب كثيرون إلى أنه شريك في قتل الشعب السوري، يجب أن يحاسب القائمون عليه كجزء من النظام.
إعلام المعارضة
على الضفة الإعلامية الأخرى فرض الشارع السوري على وسائل الإعلام العربية والغربية أن ما يحصل هو ثورة شعبية كمثيلاتها في المنطقة ضد نظام استبدادي قمعي، وكان الموقف القطري سباقا إلى استيعاب صدمة الثورات العربية ومحاولة تبينيها بهدف الاستثمار بنتائجها وابعاد شبحها المخيف عن سلاطين الخليج العربي. خلافا للسعودية التي ترددت وخاصة في الشأن السوري حيث دُعم الأسد في البداية على أمل أن ينتهي كل شيء بسرعة، لكن المملكة سرعان ما أدركت أنها في المكان الخاطئ وأن الحراك في سوريا منتصر لا محالة وسيكون ورقة سنية في الصراع الأقليمي مع إيران.
لكن تمدد الحدث السوري وتصدره آلاف نشرات الأخبار والصحف على مدى ما يقارب السنة والنصف جعل منه قضية ذات ديمومة إعلامية يومية تدور على هامشها عجلات الاقتصاد والتخاصمات السياسة وتصفية الحسابات. ديمومة اختصرت الشأن السوري بالخبر العاجل، وتفوق الحدث وكثافته على التحليل والعمق ووالدلالة السياسية، مما استهلك القيمة المركزية للحراك وأعطى مجالا أوسع للهامش، إضافة إلى تراجع المهنية بسبب عدم وجود الفرق الإعلامية على الأرض والتحييز إلى جانب الثورة ضد النظام. التطاول الإعلامي للشأن السوري، يرد أيضا إلى فشل الحراك في الحسم السريع كما في مصر وتونس حيث فُتحت عليه زوايا تعدد القراءات والتعريفات ومحاولات التسيس الخارجي والصراع على مستقبل بلد أصبحت التكهنات به مهمة شاقة جدا.
مواقع التواصل الإجتماعي
إن وجهة النظر الشارعية للإعلام ترواحت وتدرجت مع تطور الاستعصاء في الأزمة السورية. بداية مع الحاجة إلى من يلتفت إلى داخل الصندوق الأسود السوري، تعطش المتظاهرون لتشكيل قضية تخرج إلى العلن وتصنع تمثيلا على الأرض يواجه تمثيل النظام، وكانت وسيلة الإعلام الأولى هي مواقع التواصل الإجتماعية حيث الصفحة الرسمية للثورة السورية على الفيس بوك تحدد اسماء الجمع وترفع إليها التسجيلات المصورة للمظاهرات في مختلف المناطق السورية. ثم نشأ إعلام الهواتف النقالة والمراسلين الميدانيين غير المحترفيين، الذي تشابك مع الإعلام الفضائي العربي، مكرسا إعلام الثورة الذي أصبح له نجومه الإعلاميين من المعارضة السورية كماركات مسجلة لهذه المحطة أو تلك. هذه الفردية الإعلامية في نقل الخبر والتي تتماثل كثيرا مع فردية الثورة السورية وغياب القيادات المركزية عنها، خلقت مناخا أوسع لانتقاء الأخبار وتجميعها عن الانترنت للوصول إلى الخبر الأكثر إقناعا. إنما وبسبب انخفاض مستوى المهنية وسهولة وصول تسجيلات وصور وشخصيات مزيفة منسوبة إلى الواقع إلى الشبكة العالمية كُرست بتبني العديد من المحطات الفضائية للكثير من الأخبار الغير صحيحة، أصبحت هذه المحطات مضللة للمشاهد تدخله في متاهات إعلامية دافعة إياه إلى الكفر بكل شيء دفعة واحدة.
مراسلي الفضائيات في سوريا
مع تسلل كاميرات الإعلام والمراسلين مؤخرا إلى الأراضي السورية، لم تتغير الصورة كثيرا، سوا أنها انتقلت من الشكل المشوش للهواتف النقالة إلى صورة الكاميرات الأكثر دقة. المراسلون اتبعوا اسلوب الثوار في نقل المشهد المتمثل بتغطية القصف والمجازر التي يرتكبها النظام فقط، مع الحرص على أن لا يصل إلى المشاهد ما يمس بصورة الجيش الحر أو الثوار.
مع عدم غض النظر عما سبق فقد شكلت محطتي الجزيرة والعربية، وبشكل أقل بقية المحطات الفضائية، منفذا الحراك السوري إلى العالم، ويؤكد حتى أشد المنتقدين لأداء المحطتين من المعارضة السورية أن لولاهما لكانت آلاف المجازر ارتكبت بحقهم دون أن يسمع بها أحد كما حدث في مجزرة حماة في الثمانيات التي لم يكتب عنها إلا عدة أسطر بعد سنوات من وقوعها.
شاهدنا الكثير من اللافتات المرفوعة التي تشكر قطر والجزيرة والعربية، كما ذهبت بعضها إلى شكر الملوك والأمراء لدعمهم للثورة السورية. الشعب السوري الذي خرج من صندوق الاستبداد إلى الشمس، لم تتوافر له مؤسسات سورية تعبر عنه وتتحدث باسمه أي لم يجد منافذا وطنية ليعبر من خلالها إلى أهدافه، فلم يشعر بضير في التحالف مع القوى المحركة في المنطقة للوصول إلى غايته باسقاط النظام، لكن هذا التحالف لم يمتلك اسباب التكافؤ وراح الإعلام يركز على ما يريد أن يظهر من هذا الحراك ويعتم على ما لا يخدم مصالح القوى السياسية في المختلفة. تسيس الخبر وتوجيهه تطور أيضا إلى استحداثه وصناعته ودفعه باتجاه معين. كالتركيز مؤخرا وخاصة من محطة العربية على التسلح ودفع الحراك ﻷن يمتلك الطابع المسلح على حساب الطابع المدني الذي ما زال موجودا على الأرض.
من المعروف أن الإعلام نظريا له وظيفة تحويل الحدث إلى صيغة خبرية تنقل إلى منازل المتابعين، على أن يكون التطابق بين الحدث والخبر تاما مع مجال بسيط للخطأ. وكان للمشاهد قبل الربيع العربي أن يدرك تفاوتات تحصل هنا وهناك بين الحدث في مكان ما والخبر الذي يصل إليه، لكن هذا التفاوتات المتمثلة بتجاهل قضايا معينة أو المغالاة بالتركيز على أخرى كانت محتملة ويمكن تفاديها بتنوع المنابر الإعلامية. الآن تبدو الصيغ الخبرية تستبطن نفسا إنشائيا غير مهني، ويتحد الخط الإعلامي لجهات غير متوافقة سياسيا في سياق استقطاب إعلامي عربي ودولي لا سابق له.
خلاصة
علينا أن نعترف أخيرا بأن المحطات الفضائية الغير سورية تنحاز بخطها العام إلى طرف دون آخر وتمجد ثورات بينما تنعت بعضها بالمؤامرة، لكنها تحافظ بشكل أو بآخر على الموضوعية في عرض وجهات نظر مختلفة (ولو ظاهريا)، بينما في الإعلام السوري قد يضطر المقدم إلى التدخل في الحوار وإجابات الضيف (الموالي للنظام حصرا) كي لا يسهو ويتجاوز خطا أحمرا فيصحح له. مثلا إذا قال أن هناك أخطاء في الدولة يرده المذيع "بالتأكيد على مستوى التنفيذ وليس القيادة"، هذا ما يدفع معظم السوريين وحتى أكثرهم تأييدا للنظام الحاكم لمتابعة فضائيات كالجزيرة والعربية، لإدراك ما يحصل على أرض واسعة مقطعة الأوصال
بين وعي شهيناز لسوريا والمحطات السورية مرورا بالإعلام العربي والغربي يبدو الحديث عن بلدان مختلفة تدور بها أحداث مختلفة بتسميات مختلفة. على الرغم من ذلك يبدو أن الميل نحو الإعلام الأكثر موضوعية أصبح يعني بالضرورة الميل نحو الثورة السورية وتأيدها ربما ﻷنها أقرب إلى الواقع منها إلى الفبركات والخيال الإعلامي.