مهمة صعبة: مكافحة الشائعات

وقت القراءة: %count دقيقة

قبل آذار ٢٠١١، كانت التهمة الاكثر انتشارا في سوريا بحق المعارضين والنشطاء هي نشر أنباء كاذبة من شأنها أن توهن عزيمة الأمة ولكن بعد أن انتفضت "الامة" في اذار ٢٠١١، باتت فبركة الاخبار ونشر الانباء الكاذبة وترويج الشائعات سياسة رسمية للبلاد. ففي خطاب الاسد الثاني في جامعة دمشق في حزيران ٢٠١١ بارك الجهود الاعلامية السورية المبذولة فيما اعتبره "حرب معلومات" مثلها من الجانب الرسمي "الجيش الالكتروني السوري"، الذي يضم مجموعة من القراصنة الالكترونيين الذين تتلخص مهمتهم بتعطيل الصفحات والمواقع الالكترونية المعارضة للنظام السورية ونشر معلومات تروج للنظام السوري. استمرت هذه الجهود الاعلامية من خلال بث القنوات السورية الرسمية وشبه الرسمية وتلك المقربة من الحكومة العشرات من البرامج الاسبوعية التي تتحدث عن “التضليل الاعلامي” يتم من خلالها تسليط الضوء على مظاهرات وأخبار وتحليلها وكشف “فبركتها” في استوديوهات خارج سوريا. كما قام التلفزيون الرسمي بعرض عشرات النشطاء السوريين في اعترافات قسرية عن فبركتهم للاخبار ونشرهم للانباء الكاذبة والاشاعات[i].

سياسة الدولة في تضليل الراي العام انتقلت عدواها الى بعض النشطاء والتجمعات المعارضة فيما اعتبره البعض “شائعات ايجابية” لتقوية عزيمة "الامة" التي يحاول النظام ان يوهنها لتصبح الشائعات واحدة من الادوات المهمة في الصراع السوري. نتيجة ما سبق أخذت  دولتي على عاتقها المهمة الصعبة المتمثلة بالبحث عن آليات ووسائل تمكن من مكافحة الشائعات والحد من تأثيرها.

شاهد عيان

يشكل الخوف والفضول عنصران أساسيان في حالات الصراع وكافيان لجعل الناس تخترع وتكرر معلوات مشكوك في صحتها. وما حدث في سوريا من جرائم وحشية وتعقيدات وحشد وموارد جعل منها بيئة مثالية لفبركة المعلومات واطلاق الشائعات التي باتت تلعب دورا بارزا في تأجيج الصراع و التجنيد وترويج خطاب كراهية وتطرف. حيث تتوفر في سوريا جميع الشروط المناسبة لبث الشائعات على كافة الاصعدة، و انتشارها و عدم القدرة على التحقق منها بسبب حالة الحرب التي تفرض انقطاع التواصل بين السكان في المناطق السورية و حتى ضمن المنطقة الواحدة مما يجعل عملية التحقق من شائعة ما مستحيلا في أغلب الحالات، وعدم القدرة على التنقل نتيجة المخاطر أو الحصار أو الوضع الأمني ، بالاضافة الى غياب وسائل الاتصال في معظم المناطق السورية مثل الكهرباء و الانترنت و الاتصالات السلكية و اللاسلكية.  و هذا كله يساعد في تضخم تأثير الشائعات ان كان على المستوى الطائفي أو المناطقي أو الاقتصادي أو حتى على مستوى تفاصيل الحياة اليومية للسوريين، و يؤدي الى سهولة اطلاق الشائعة و تلقيها و تصديقها في جو يملأه عدم الأمان و الخوف و انعدام الثقة .

ان تسارع الأحداث و تصاعدها و استخدام النظام للعنف منذ بداية الثورة و عسكرة الحراك، والكوارث الانسانية الناتجة عن الوضع، قد صعب على النشطاء ملاحقة الشائعات و التحقق منها، بل أن بعض النشطاء تورط في بث الشائعات أو تصديقها و نشرها قبل التحقق منها. لكن في المقابل، أدرك بعض النشطاء السوريين و المنظمات السورية خطورة هذا الوضع، مما أدى الى ظهور بعض المحاولات الهدف منها ايجاد طرق للتحقق من الشائعات و الحد من انتشارها، و معظمها كان عن طريق وسائط التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) مثل مجموعة (أخبار شباب سوريا) و التي انبثقت منها مجموعة (تحرير سوري)، و مجموعة (شاهد عيان) و غيرهم من المجموعات التي تعمل على تأكيد أو نفي الأخبار عن طريق شهود العيان، أو التحقق التقني من الصور و الفيديوهات المستخدمة. وفي استعراض سريع لاحد هذه المجموعات يمكن ملاحظات حجم الفبركة واعادة استخادم صور وفيديوهات واحداث من بلدان اقليمية ودولية على أنها في سوريا وتعدد الاطراف التي استخدمت نفس البيانات في سياقات وتواريخ مختلفة.

التحقق من المعلومات ومكافحة الشائعات

نتيجة ما سبق ذكره، قررت دولتي العمل على التحقق من المعلومات ومكافحة الشائعات في سوريا من خلال تدريب النشطاء على التحقق من المعلومات وتعزيز دورهم في مكافحتها والحد من آثارها. فطورنا استمارة الكترونية لاختيار المشاركين في الورشة ومن خلال استمارات المتقدمين اكتشفنا فروقات جوهرية بين تلك المناطق التي تحت سيطرة النظام السوري وتلك التي تحت سيطرة المعارضة والمناطق التي تسيطر عليها قوى متطرفة مرتبطة بالقاعدة أو تابعة لها. تلك الفروقات تباينت بين طبيعة الشائعات ونمطها وطرق انتشارها. حيث ظهر فرق واضح بنوع و مصدر الشائعات التي يتأثر بها نشطاء المناطق الوسطى و الجنوبية عن تلك التي يتأثر بها نشطاء الشمال، فمعظم الشائعات التي تحدث عنها نشطاء المناطق الوسطى و الجنوبية كانت من السنوات السابقة اي بين 2011 و 2013 والتي صدرت من طرفي النزاع. شائعات من طرف النظام السوري ومعظمها متعلق ببث الطائفية و المناطقية مثل : شائعة الاقتتال الطائفي بين حيي باب السباع والنزهة في حمص في ٢٠١١ حيث تم بث شائعات عن قيام بعض الأفراد من الحيين بالقتل على أساس طائفي ضمن خطة لكل حي للتخلص من الحي الآخر. كما قام النظام السوري منذ الأيام الاولى للمظاهرات السلمية بنشر شائعات عن قيام جماعات ارهابية باستهداف محطات الكهرباء، خطوط الامداد، تفجير انابيب النفط وذلك بهدف لوم طرف آخر عن تدهور الاوضاع الاقتصادية وغلاء الاسعار. كما قام نشطاء من اطراف المعارضة بنشر شائعات من قبيل شائعات تسميم المياه من قبل النظام انتشرت في مناطق مختلفة من سوريا وخاصة في درعا وريف دمشق ودير الزور. كما تم ذكر بعض الشائعات المتداولة في نفس وقت الورشة و هي على مستوى سوريا بشكل عام مثل: اصدار هويات من قبل النظام للسوريين/ات المقيمين/ات في المناطق التابعة لسيطرة النظام فقط، وكل من لا يحصل على هذه الهوية سيحرم من الجنسية السورية. بينما كانت معظم الشائعات التي تحدث عنها النشطاء من مناطق الشمال السوري قد انتشرت في وقت قريب من حدوث الورشة أي قبل ثلاثة أو أربعة أشهر، أو في نفس الوقت الذي كانت تقوم فيه الورشة وكلها تقريبا تتحدث عن تنظيم داعش البعض منها مصدرها تنظيم داعش و البعض الآخر يدور حول وجود التنظيم مثل شائعة عودة داعش الى المناطق التي انسحبت منها في ريف حلب الغربي وتأثير هذه الشائعة المباشر على الأهالي المتواجدين في تلك المناطق. كما قامت داعش باستخدام ممنهج للشائعات لتخوين اعدائها وتبرير افعالها تجاههم، فمثلاً عندما قررت السيطرة على محافظة الرقة، قامت بشراء ولاء عدد من القبائل والكتائب المسلحة وقامت بنشر اشاعات تستهدف سمعة كل من رفض التعاون معهم كإتهام البعض بالسرقة، أو العمالة للنظام، أو الكفر الامر الذي برر حربها ضدهم لطردهم من الرقة.  وعليه قررنا في دولتي إجراء ورشتي عمل الأولى بشهر كانون الأول ٢٠١٣ في لبنان و كانت موجهة للنشطاء في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام و بعض النشطاء السوريين/ات المتواجدين/ات في لبنان، و الثانية في تركيا في شهر نيسان ٢٠١٤   و كانت موجهة للنشطاء في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة أو القوى المتطرفة. القيام بورشتين للنشطاء السوريين من مناطق مختلفة قد عكس بعض الأمور التي ربما لم تكن لتظهر لو أنه تم تجميع النشطاء من مختلف مناطق سوريا في ورشة واحدة. خلال الورشتين التي قامت بهما دولتي تم التطرق لعدد من المواضيع المتعلقة بدور الشائعات و أنواعها، كان من أهم الاسئلة التي طرحت حول كيفية استخدام الاعلام الرقمي؛ كيف يمكن الحد من استخدام الحسابات الشخصية في وسائل التواصل كوسائل لنشر الشائعات من قبل أشخاص آخرين؟ كيف يمكن استخدام الانترنت كوسيلة للتحقق من المعلومات ومكافحة الشائعات بدل ان تكون وسيلة سهلة لنشرها؟  كما تم التطرق للأسباب التي تدفع إلى نشر الشائعات والوسائل المختلفة المستخدمة. كما قام عدد من الخبراء بالتطرق إلى إلى الاساليب والوسائل المستخدمة من قبل الصحافة الاستقصائية، بالإضافة إلى مشاركة تجارب أشخاص ساهمو بنشر الشائعات بشكل ممنهج كجزء من الحرب النفسية خلال الحرب الأهلية اللبنانية.

شائعات "ايجابية"

بشكل عام هناك ارتباك حول فهم الشائعة وتعريفها وادراك النتائج المدمرة والسلبية الناتجة عنها ، ففي بداية كلتا الورشتين كان هناك تساؤلات واضحة حول ما يمكن تسميته شائعة و ما يمكن تصنيفه كاستراتيجية يسمح باستخدامها في أوقات الحرب و الصراع، حيث أشار بعض النشطاء في بداية كل ورشة الى وجود ما يسمى بالشائعة الايجابية بمعنى اطلاق شائعة الهدف منها الوصول الى غاية نبيلة مثل حشد الناس من أجل الاحتجاج ضد النظام، تحريك الرأي العام حول ما يحدث في سوريا، أو حماية منطقة من هجوم عسكري معين. مع اصرار كبير على ضرورة استخدام مثل هكذا شائعات في الوضع السوري و خاصة في فترة الثورة السلمية حيث كان من الضروري بث بعض الشائعات لكسب التاييد و مواجهة النظام السوري العنيف و المسلح، أو استخدام مثل هذه الشائعات فيما بعد في مناطق داعش أو التي انسحبت منها داعش على اعتبارها استراتيجيات مسموحة في أوقات الحرب حسب وجهات نظرهم.  و تغيير مثل هذه القناعات يستلزم الى نقاشات و طرح أمثلة حية وعرض النتائج المدمرة من بث أي نوع من أنواع الشائعات و من أي طرف كان، و هذا ما حصل في الورشتين حيث دارت نقاشات عديدة حول تعريف الشائعة والأهداف الكامنة وراء بثها وتحديد صفات المصادر و أنواعها و المستقبل و أنواعه و تحليل الأساليب و الأوقات التي يتم اطلاق الشائعات فيها و الآثار المباشرة و غير المباشرة التي لا يمكن رؤيتها أو ادراكها على المدى القصير، عرض أمثلة حقيقية على طول الورشة من قبل المشاركين/ات و تحليلهم/ن لكل العوامل المذكورة سابقا ، والذي غير نظرة معظم من كان يؤكد على ضرورة استخدام الشائعات في أوقات الصراع و غير حتى معنى الشائعة بالنسبة لهم. وكمثال على ذلك ذكر بعض النشطاء أنه لولا الشائعات التي تم استخدامها في فترة الحراك السلمي لما استطاعوا تحقيق بعض الاحتجاجات الناجحة أو اقناع الناس بالاضراب عن العمل أو فتح المحلات التجارية كدليل على العصيان المدني السلمي، و بالمقابل ناقش باقي النشطاء  و سلطوا الضوء على النتائج السلبية من هذه الشائعات: مثل فقدان مصداقية العديد من المجموعات العاملة في المقاومة اللاعنفية ،عند الأهالي أو الراغبيين بالانضمام الى الاحتجاجات أو حتى الفئة الحيادية التي كانت مترددة بالانتماء او الاصطفاف الى اي من الطرفين، فاستخدام بعض الأخبار التي ظهرت فيما بعد أنها شائعات أدى الى نفور هذه الفئة و أثر على من انضموا أو شاركوا في الفعاليات التي اعتمدت على بث الشائعات حيث تعرض البعض للاعتقال أو لأذى مادي و معنوي من قبل النظام مثل تكسير المحلات. اضافة الى أن المبادئ التي قامت من أجلها الثورة أو الأخلاق التي نادى بها نشطاء الحراك السلمي ظهرت غير ثابتة أو مشابهة أحيانا لأخلاقيات النظام السوري، و هذا كله أدى الى اضعاف المصداقية.اضافة الى تأثير استخدام الشائعات من قبل نشطاء الحراك السلمي او المعارضة السورية على الرأي العالمي و المنظمات الدولية العاملة في مجال توثيق الانتهاكات، و التي اعتمدت في البداية على مصادر محلية لنقل الانتهاكات التي يقوم بها النظام في المناطق المستهدفة و خاصة بعد منعه منذ بداية الثورة لوسائل الاعلام العالمية من الدخول الى سوريا ، و عدم دخول الهيئات التابعة للأمم المتحدة الى الأراضي السورية بحجة أنها بحاجة الى موافقة النظام السوري، كل ذلك أدى الى الاعتماد المباشر على نشطاء الاعلام المحليين الذين كان معظمهم غير مدرب أو غير عامل سابقا في مجال الاعلام. فقيام هؤلاء النشطاء بنقل أحداث لم تحدث أو تضخيم الحدث أدى الى فقدان مصداقيتهم و احراج المنظمات الدولية ذات المصداقية العالمية عدة مرات لنشرها خبر معين و من ثم اكتشاف المبالغة بالأرقام و الحقائق أو نفي الخبر بعد فترة، كما حدث في مجزرة الخالدية في حمص حيث تم نقل خبر قتل 400 شخص مدني من قبل النظام و اتضح فيما بعد أن الجثث المعروضة كانت لمقاتلين من طرف النظام و الجيش الحر في اشتباك مباشر حدث في تلك المنطقة، في نفس الوقت التي كان النظام السوري يقوم بمجازر جماعية فعلية في حق المدنيين، و لا حاجة أبدا للمبالغة أو نقل صورة مختلفة عما حدث فعلا. و تأخذ النتائج السلبية لمثل هذه الشائعات بعدا أخر ففي شائعة مجزرة الخالدية تضامنت المناطق الثائرة في مختلف سوريا مع الخبر و خرجوا في مظاهرات مناهضة لما قام به النظام مما ادى الى اعتقال الكثيرين منهم من قبل قوات النظام.

اظهرت بعض مجموعات العمل في بداية الورشة  الثانية حقائق صادمة عن تورط بعض افراد مجموعة العمل من نشطاء اعلاميين مباشرة ببث شائعة كان الهدف منها تغيير الوضع العسكري  لصالح الجيش الحر ضد داعش، وتقوية معنويات الأهالي حيث كانت النتيجة موت الكثير من الأهالي و العسكريين. وكان لعرض مثل هذه الأمثلة عن خطورة استخدام الشائعات على اختلاف مستوياتها تأثير مباشر على تغيير فكرة وجود شائعة ايجابية.

ليست الشائعة الايجابية هي الفكرة الوحيدة المغلوطة عن الشائعات، بل هناك لبس واضح عند بعض النشطاء بين الشائعة و اخفاء المعلومات  أو اختلاق قصة ما بهدف السرية أو السلامة الشخصية، و قد تم ذكر مثال الاعتقال حين يقوم المعتقل باخفاء المعلومات الصحيحة و اختلاق تفاصيل و أسماء غير صحيحة نظرا للتعذيب الذي سيتعرض له في حال ذكر الحقيقة، وكان السؤال: هل يعد اختلاق القصص و المعلومات على انه استخدام للشائعات؟  و بالطبع تم ايضاح اختلاف الشائعة عن الكذب أو اختلاق القصص أو الأحداث في الحالات الفردية المذكورة و التي تساعد في حماية الفرد و عدم ايذاء الآخرين، و تم الاتفاق على تعريف الشائعة بأنها: "اختصاص مخابراتي تكون مدروسة عادة و فيها الكثير من التفاصيل بحيث يصعب كشفها. وتختلف الشائعة عن البروباغندا، حيث أن الشائعة هي خبر غير صحيح، أو تضخيم خبر ما باضافة و بناء تفاصيل غير صحيحة عليه،بهدف خلق حالة معينة أو التغطية على حدث ما أو التأكيد على حالة ما، و هي تستخدم ضمن البروباغندا. أما البروباغندا فهي منهجية كاملة تستخدم لخلق حالة مستقبلية أو نفي أو تأكيد حالة حالية، و تستخدم الشائعة كأداة للتأكيد على بعض التفاصيل."

نتجاهلها أم نرد عليها؟

و كما ذكرنا سابقا يعد التحقق من الشائعات في أوقات الصراع من أصعب المهام و أكثرها خطورة، حيث يحتاج من يقوم بعملية التحقق الى توفر مصادر معلومات و توفر الخبرات اللازمة للحصول على المعلومة و تحليلها بالاضافة الى التواجد ميدانيا في الكثير من الأحيان و العمل كفريق، وقد تمت مشاركة خبرات المشاركين/ات و فريق دولتي من خلال عرض بعض الوسائل التقنية المساعدة في عملية التحقق و التي تستخدم من قبل الباحثين و المهتمين بالتحقق من المعلومات أو الشائعات ، قد أبدى النشطاء اهتماما كبيرا في تعلم استخدام هذه الأدوات و تطبيقها عمليا مثل: كيفية التحقق من صحة الفيديوهات و الصور و الخرائط. و بالطبع كان بعض النشطاء يستخدم هذه الادوات التقنية مسبقا في التحقق من الاخبار.

 يعد أسلوب التعامل مع الرد على الشائعة بعد التحقق من عدم صحتها من اكثر المواضيع حساسية نظرا للآثار و النتائج التي يمكن أن تترتب على المتلقي و على من له علاقة مباشرة بالشائعة و على الأشخاص الذين عملوا على التحقق من الشائعة. و يختلف اسلوب الرد من شائعة لأخرى، حيث يختار البعض عدم فضح الشائعة و نشر الحقائق خوفا من النتائج المترتبة على ذلك، بينما يعد البعض أن نشر الحقيقة هو هدف سام مهما كانت النتائج و العواقب، و بالطبع يختلف الأسلوب باختلاف الشائعة و الظروف المحيطة، و بغض النظر عن اسلوب التعامل مع الرد يجب الالتزام بقوانين أو قواعد للعمل مثل الالتزام بالحيادية و عدم التحيز، الحرص على سلامة و أمن من يتم التعامل معهم خلال عملية التحقق من الشائعة، سلامة الفريق العامل على الشائعة، البحث عن الحقيقة و عدم تحريف الحقائق المكتشفة.

ختاماً يمكن القول، إن صعوبة التحقق من الشائعات، حيث انه ليس من اليسير معرفة الحقيقة في معظم الاوقات، لا يجب ان يكون سبب لنقلها او التوقف عن محاربتها، بل على العكس نعتقد ان الخطوة الأولى التي يجب ان يقوم بها كل شخص في سبيل التحقق من المعلومات ومكافحة الشائعات تتجلى بتحليل الاخبار والمعلومات بطريقة نقدية، حيث يجب التحقق من المصدر قبل نشر او الاعجاب بالمعلومة او الصورة على وسائل التواصل الاجتماعي. 


[i]  لمزيد من المعلومات انظر: حايد حايد، الاعترافات القسرية: دراما سورية لم تنضج بعد، 03/04/2014

http://lb.boell.org/en/2014/04/03/forced-confessions-syrian-drama-yet-reach-its-peak  

---

دولتي، جمعية سورية ملتزمة بالديموقراطية، قضايا حقوق الانسان، النضال اللاعنفي والمساواة بين الجنسين. مهمة الجمعية تمكين النشطاء اللاعنفيين، المجموعات والجمعيات الأهلية ليصبحوا مشاركين فاعلين لتحقيق العدالة الانتقالية في سوريا مع التركيز بشكل خاص على الشباب. منذ تموز/يوليو 2012 دربت الجمعية 200 ناشط سوري وعملت على تطوير ونشر أكتر من دليل تعليمي وكتيبات. المعلومات متوفرة على موقع دولتي: www.dawlaty.org