"ما قدرنا نطلع شيء. ما قدرنا غير نطلع الاولاد، نركض فيهم لبرا، يعني ما نرجع عالبيت، الضرب عليه عطول يعني." اسمي محاسنة، عمري ٢١، اتيت إلى لبنان في الشهر الخامس، ٢٠١٣. "أنا من سورية من القصير، إجيت علبنان على طريق الجبال مشي." عندما هربت، هربت مع بناتي الثلاث. لم أخذ شيئا سوى بضعة غيارات للفتيات، وضعتها في حقيبة صغيرة. تلك أيضا تخليت عنها في منتصف الطريق، رميتها. كان من الصعب عليّ أن احمل ابنتيّ الاثنتين وهما في الخامسة والسادسة، والثالثة تمشي قربي، والحقيبة! حتى أنّي لم آخذ أيّ أوراق ثبوتيّة لنا فاضطررنا أن نفرّ عبر الجبال، خشية من الحواجز، والنقاط الحدودية. لم املك مال أو أي شيء آخر. بناتي فقط. بتنا ليلتين على الطريق في عرسال. بعدها اقترضت بعض المال. "ولاد الحلال كتار. الله ما بيقطع". زوجي لم يستطع في البدء أن يأتي معنا، فلحق بنا بعد مرور شهرين أو ثلاث. عندما فررنا كانت القذائف تمطر المنازل. "إجت الضربة عأول بيت، الغرف حدنا، انضرب أول بيت، لسا ما طلعنا إجت الضربة علينا. إجت الضربة ورانا مبين بتسمع القصف بتشوف الضرب بعيونك". في زيارة لخالي، والد زوجي أيضاً، إلى إحدى الضيع التي نزحنا إليها في القصير، توضى وتهيأ للصلاة، وأثناء عودته نالته قذيفة، فتوفي. اخوتي بقوا فترة في القصير ثم غادروا أيضا. هم في عرسال. نحن سمعنا عن شيخ يساعد في تأمين الخيم لللاجئيين، تواصلنا معه، فساعدنا. لكنّا بتنا نعيش الآن في منطقة بعيدة عن اخوتي. نحاول أن نعمل جميعنا، زوجي يذهب إلى بيروت، ونحن نحاول أن نعمل في الأرض مقابل أيّ أجر. كان زوجي سابقا قد وفا كل الدّين المستحق عليّ مقابل مجيئنا إلى هنا من عرسال.
---