أنا مريم، عمري ٢٣ سنة، الاصل من ادلب لكني اقطن في ريف حلب مع زوجي. خسر زوجي عمله بسبب سوء الظروف التي حكمتنا. هلعنا وخوفنا على الأولاد وضيق الحال دفعنا للمغادرة أيضا. اقترح زوجي لبنان ظناً منه بأن الحال ستكون أفضل هنا. فوجئنا بحقيقة الواقع المغاير، فالحال افضل ربما حيث أنه لا توجد طائرات تقصفنا وتفزع أطفالنا، إلا أن الحالة سيئة بشكل عام. كنت قد جلبت بعض الأساور المصنوعة من الذهب كانت في يدي عندما اتينا، اضطررنا لاحقا أن نبيعها لنشتري هذه الخيمة التي نعيش بها، هذا كل ما جلبته معي من سورية. أطفالي لا يذهبون المدرسة، زوجي بالكاد يجد عمل له، طبعا بسبب ازدياد السوريين الذين يبحثون عن عمل. كل ما نملكه هو هذه الخيمة. اشتاق لأهلي فهم بقوا في سورية، هم لا يملكون اوراقهم الثبوتية ليغادروا. بيوتنا جميعا تهدمت، هم يتنقلون في قرى مختلفة في سورية، ونحن نتنقل هنا. لم ارهم منذ سنتين واكثر..
---