نعيم، 27 عاماً

وقت القراءة: دقيقتان

أنا نعيم، هذه أمي فوزة، عمري ٢٧ سنة. بدأت آتّي إلى لبنان منذ سبع سنوات، اعود إلى سورية في الشتاء، فاقضيه هناك. كنت اعمل في الحدادة. وفي سوريّة أيضا، لاعيل العائلة. ثلاث من اخوتي الشباب عساكر. الحال تغيرت هنا منذ الحرب فالعمل اصبح قليل جدا بسبب كثرة القادمين "بعدين لا تآخذني بهل الكلام هون الواحد بدو يشتريلو اي شغلة.. المصروف غالي وما في شغل.. باركين لو في شغل.. انا كنت اشتغل باليوم 20$ بس من كثروا السوريين ونحنا حنونين على بعض.. صاروا يشتغلو 2 بعشرين دولار.. اللبناني يفضل يجيب 2 وما يجيب واحد.. اي شو منعمل بهل الحالة صرنا نبرك... وان جتني اي شغلة بشتغل برادات مكيفات غسالات.. اااه  باطون حدادة كل شي بشتغل... يعني بروح على زحلة من الصبح للمسا وبدور وما في شغل.. العالم كلها باركة حتى اللبناني بارك خايف من الأزمة خايف من كل شي عرفت شلون.."

 

 

منذ ثلاث سنوات توقفت عن العودة، أمي كذلك منذ سنتين لم تذهب. كلّ عائلتي هنا اخواتي البنات وأبي. جميعنا دخلنا لبنان بشكل نظامي، كل سنة نذهب إلى برج الفاعور لنجدد إقامتنا. منزلنا في ادلب تهدم، أتود أن ترى صوره؟

 

 

عندما اتينا جلبنا قليل من الأشياء التي تهمنا، صعوبة نقل الاثاث أو الحاجيات الكبيرة حالتنا عن ذلك. لكن قيمة بعض الأشياء العاطفية تمنعك من تركها خلفك. جلبنا فانوس يعمل على الكاز، نحن على علم بحال الكهرباء في لبنان، فكما تعلم أن الكهرباء تقطع كل أربع ساعات. أمي جلبت آلة الخياطة التي تملكها منذ كانت طفلة، عمر الآلة من عمرها إن لم تكن أكبر حتى. أمي تستخدمها دائما وتحيك بها أيّ  رداء مثقوب أو أي شيء بحاجة إلى تصليح فاستخدامها يوفر الوقت عن الطريقة التقليدية بالابرة والخيط. وثالث غرض جلبناه هو مدق الكمون والبهار النحاسي هذا، هو قديم جدا أيضا، كنا قد جلبناه من حلب. كان بودي أن اجلب كل شيء، صور قديمة، أثاث المنزل، فكان مجهز بكل شيء. إلا أننا وصلنا إلى هذه الحالة وشقاء عمرٌ بحاله امسى ركام...

---

عودة الى المعرض