بشر للرّمي-العبودية الجديدة في الاقتصاد العالمي
يمكن طلب النسخة المطبوعة من شركة قدموس للنشر والتوزيع
مارس النمو السكاني والتغييرات الاقتصادية والفساد تأثيره في العبودية والاستعباد بطرق مختلفة وفي أمكنة مختلفة من العالم. في هذا الكتاب نرى العبودية تزدهر، ونتعرف على الظروف التي تؤدي اليها. ففي موريتانيا لا يزال نظام العبودية موجوداً، لكن التغييرات الاقتصادية جاءت بالعبيد الى المدينة وبدلت من حيواتهم وأعمالهم. وأما في الهند وباكستان فقد مزجت الأشكال الهجينة للعبودية أسوء عناصر النظام الإقطاعي والرأسمالية الحديثة... أن المفارقة الكبري للثورة الاقتصادية أن تقاناتها الحديثة مكنت البشر والأمم من أن تصنع قفزات مفاجئة إلى الحداثة، في الوقت الذي ترعى فيه تجديد البربريات التي حُظرت في الماضي. وسط جدّة الأشياء هذه ازدهر استغلال القوي للضعيف.
في أيامنا هذه، الظروف مؤاتية للعبودية في كافة أرجاء العالم. ومع أنها مخالفة للقانون فهي منتشرة تقريبًا في كل مكان. ومع أن العالم بات أصغر ولم يعد محجوبًا كما كان من قبل، فإن العبودية تزدهر. في هذا الكتاب نرى العبودية تزدهر، ونتعرف الظروف التي تؤدي اليها. عندما نترك العبيد يتحدثون سنجد أن حيواتهم تشترك بأشياء كثيرة. فكافة العبيد الذين التقيناهم مُستغلون اقتصاديًا. كما أن الربحية التي تأتي من عرقهم وجهدهم هي ما تجعل من مُلاكهم يهتمون بهم. وجميعهم يقبعون تحت تهديد استخدام العنف ووطأته. أحيانًا يتسيد العنف علاقة العبد بالمُستعبد كما ترى في حالة مواخير تايلاند، وفي أحيان أخرى تتلاشى وتذوب لتصل الى شبحها، لكنها لا تختفي أبداً كما نرى في موريتانيا.
في منتاولنا نهاية عذابات الملايين وبإمكاننا أن نضع حداً لخطيئة بشعة حملتها البشرية لقرون عديدة. بإمكاننا أن نخلق الفرصة للناس الأحرار أن يعملوا وينهضوا بمجتمعاتهم في جميع أرجاء العالم. إن إنهاء العبودية سيبث فينا معرفة جديدة بقوتنا ومقدرتنا على أن نحلم كما لم نفعل من قبل. هذا هو العالم الجديد للكرامة الإنسانية الذي سينشأ عندما لن يعود هناك من عبودية.