العدالة والمساءلة

انعكاسات امتداد أزمة اللاجئين السوريين في لبنان على البيئة الحاضنة

لعل اختلاف بعض المشاكل التي يعاني منها اللاجئون السوريون في لبنان عن تلك التي يعاني منها أمثالهم الذين لجأوا إلى دول أخرى، يعود في قسم كبير منه إلى اختلاف سياسات حكومات هذه الدول بالتعامل مع اللاجئين السوريين. ففيما أقامت كل من تركيا والأردن مخيمات للسوريين الهاربين من العنف في سوريا، وتعاملت معهم كلاجئين من اليوم الأول (وإن اختلفت التسميات بين ضيف وأخ ونازح وغيرها)، اتخذت الحكومة اللبنانية سياسة النأي بالنفس، نتيجة التعقيدات السياسية اللبنانية، فهي لم تتعامل معهم كلاجئين، لما لذلك من دلالات سياسية، الأمر الذي أضعف دور المؤسسات الحكومية والأهلية في مساعدة اللاجئين السوريين والفلسطينيين القادمين من سوريا وتوفير حاجاتهم. كما أثر أيضاً على عمل المنظمات الدولية وخاصة المفوضية السامية لشؤون للاجئين التي لم تتمكن من الحصول على تصريح عمل مع اللاجئين السوريين حتى مرحلة متأخرة مقارنةً بدول الجوار الأخرى. وعليه سيقتصر هذا المقال على البحث في انطباعات اللبنانيين عن الآثار السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي ترتبت على وجود اللاجئين القادمين من سوريا على لبنان وانطباعات اللاجئبن السوريين عن وجودهم في لبنان.نائل بيطاري وربى محيسن